تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 ـ أن مشاركة الكفار ومشابهتهم في مناسباتهم، تُورث نوعاً من مودتهم ومحبتهم وموالاتهم، وقد تقرّر أن محبة الكفار وموالاتهم تنافي الإيمان، كما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام.

5 ـ أن الاحتفاء بأعياد الكفار، تُوجب سرور الكفار بما هم عليه من الباطل، وذلك إذا رأوا المسلمين تابعين لهم في طريقتهم، وهذا ظاهر في قوة قلوبهم وانشراح صدورهم، وطمعهم في المسلمين ونهب خيراتهم واستذلالهم، وقد فعلوا.

6 ـ أن مشاركة الكفار فرحتهم، ولو بشيء قليل مثل تقديم الهدية أو الحلوى أو نحوها، يقود لفعل الكثير في المستقبل وفي شتى مناحي الحياة مع الكفار حتى يصير عادة لهم، ويتتابع عليه الناس، حتى يرتفع الكفر وأهله، وتُعظَّم مناسباتهم بغير نكير؛ فالأمر جدّ خطير.

7 ـ تعطيل أعياد المسلمين؛ فالنفس تأخذ حظها من اللعب واللهو في تلك الأعياد المحرَّمة؛ فإذا ما جاء العيد الحقيقي للمسلمين، فترت النفوس عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان عنده له من المحبة والتعظيم.

8 ـ أن رسالة الكفار في إفساد المسلمين، ولَبْس الحق بالباطل، والدعوة إلى الكفر والضلال والإباحية والإلحاح وتغريب المسلمين عن دينهم، تجد لها مرتعاً واسعاً، وباباً مفتوحاً من خلال تلك الاحتفالات الكفرية، فيحتالون على المسلمين ويدخلونها تحت مسميات رياضية أو ثقافية أو اجتماعية أو سياسية، ويتقبلها الناس بدون نكير.

9 ـ أن أصل عيد الحب عقيدة وثنية عن الرومان، يُعبَّر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله تعالى؛ وعليه فمن يحتفل به فهو يحتفل بمناسبة تُعَظَّم فيها الأوثان التي تُعبَد من دون الله تعالى، وهذا أصل ضلال الطوائف الكافرة (1).

10 ـ أن من مقاصد عيد الحب، إشاعة المحبة بين الناس كلهم، مؤمنهم وكافرهم، وهذا يخالف دين الإسلام، بل يصادم أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة، وهو الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين (2).

- حكم الاحتفال بعيد الحب:

الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بغير الأعياد الإسلامية: الفطر والأضحى، بدعة محدثة في الدين، مثل: عيد رأس السنة الميلادية، وعيد الكريسمس، وعيد اليوبيل، وعيد الاستقلال، ونحوها.

وهكذا الاحتفالات، كالاحتفال بذكرى المولد النبوي، والإسراء والمعراج، والعام الهجري الجديد، كلها احتفالات وأعياد محرّمة.

والاحتفال بعيد القديس فالنتاين [ Valentine,s DAY] أو ما يسميه بعض المسلمين «عيد الحب»، احتفال بِدْعي محرم قطعاً، وعادة سيئة، وبدعة منكرة ما أنزل الله بها من سلطان؛ لأن الاحتفال به من البدع والإحداث في دين الله عز وجل، بل هو ضلال. وفي حديث العرباض بن سارية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « ... وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» (3).

وخرجه الآجري، وزاد: «وكل ضلالة في النار» وهو صحيح (4).

والأعياد توقيفية من جملة العبادات، لا يجوز إحداث شيء منها إلا بدليل. عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ» أخرجه البخاري وغيره (5).

وإن اعتقد من يحتفل به أنه عادة، فهو قد اعتبر ما ليس بعيد عيداً، وهذا من التقدم بين يدي الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أثبت عيداً في الإسلام، لم يجعله الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عيداً.

ولا شك أن الاحتفال به، تشبّه، بأعداء الله؛ فإن هذه العادة ليست من عادات المسلمين أصلاً، بل هي عادة من عادات النصارى.

عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبّه بقومٍ فهو منهم». أخرجه أبو داوود وغيره وهو صحيح (6).

قال ابن كثير: «فيه دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد، على التشبه بالكفار في أقوالهم، وأفعالهم، ولباسهم، وأعيادهم، وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم التي لم تُشرع لنا، ولم نُقرَّر عليها» ا. هـ (7).

وفيه دلالة صريحة على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله في أعيادهم وغيرها.

والاحتفال بعيد الحب إذكاء لروح الحب المحرم والعشق والغرام المشين، وتعاون على نشر الرذيلة والفساد، وإحياء لذكرى شخصية كافرة نصرانية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير