تعقيباً على مقال الأخ عبدالله الجميلي في مسألة حدود المدينة
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 04:03 م]ـ
((ضمائرنا بين التكلّم و التألم))
.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
اطلّعنا جميعاً قبل مدة على مقال الأخ الأستاذ عبدالله الجميلي في عمود (ضمير متكلّم) و الذي نُشِر في جريدة المدينة في عدد يوم (الأحد) بتاريخ (2/ 2/1431هـ) و المتعلّق بزيارة أعضاء هيئة كبار العلماء للمدينة للإطّلاع و الوقوف على حدود المدينة و كان موقف الكاتب من هذا الحضور أنّه عبارة عن هروب من المسؤوليّة و سوء ترتيب في الأولويات و أنّ هناك من القضايا ما هو أهم من ذلك , و أنّ الذي خرج به العلماء من هذا الحضور و الإجتماع هو أكل (المفطّحات) – كما ذكر – و السكن في أرفه الفنادق و التمّتع بالتنّقل في المدينة من مكان إلى مكان , ثمّ خلص الكاتب في آخر مقاله إلى تشبيه أمرهم هذا بفلمٍ سمّاه في مقاله و أعتذر عن ذكره و هو فلم ((عبّود على الحدود)). فأقول:-
أستاذي أحسن الله إليكم و جزاكم خيرا , بغضّ النظر عن الحكم الشرعي في مسألة حدود المدينة قريبة هي أم بعيدة , صائبة هي أم خائبة , ألم يكن من الأليق بكم و الأجمل لمقالكم و الأكمل لقلمكم الإبتعاد عن الكلام في ذوات الأعضاء و المشايخ و التركيز على الموضوع محضاً دون التجريح بالأشخاص و أيّ أشخاص , إنّهم ورثة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و الذي قال عنهم " و العلماء ورثة الأنبياء".
يعلم الله أستاذي أننّي ذهلت و انا أقرأ ما سطّرتموه و قلتُ في نفسي: ليت الضمير هذه المرّة لم يتكلّم. و ذلك لأنّي بالأمس أُعجبت – كما أُعُجب غيري - بكتاباتك عن سيول جدّة و التعليقات الجريئة على الفساد الذي اتّضح أنه موجودٌ في نواحٍ عدّة , و كان قلمكم الكريم يذّكر بالجانب الإنساني تارة و بجانب الحزم على أهل الفساد تارةً أخرى و من جهات أُخرى بها انتفع من على مقالكم اطلّع.
و اليوم نراكم خضتم في بحرٍ خِضَم و كنتم أنتم الحكم و اللجنة الفرعيّة من الهيئة الخصم , و الجميع يعلم أنّ هذه اللجنة الفرعيّة من هيئة كبار العلماء إنّما أتت إلى المدينة بتنسيق مسبق مع الأمارة و بترتيب كامل مع الأمانة و ما مقال الشيخ المفضال / صالح بن عوّاد المغامسي – حفظه الله - عنّا ببعيد لمّا بيّن فيه فضيلته كيف أنّ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - رحّب بالأعضاء في مجلسه الكريم و طلب من الحضور السلام عليهم إجلالاً منه للعلم و العلماء.
فإذا كان هذا فعل أمير هذه المدينة , ألم يكن الأولى بكُتّاب المدينة الترحيب بهم في صحيفتها و أعمدتها فضلاً عن دورها و مساكنها.
أستاذي الكريم عبدالله ..... من المسلّمات القطعيّة أننا لن نعلوا بالأمّة و لا بالمجتمع و نحن ننقد علماءنا في صحافتنا و نكيل لهم الإتّهام بالهروب من المسؤوليّة في قضايا امّتنا الإسلاميّة.
استاذي ..... هلّا تقّدمتم إلى العلماء بمشروع واحد لتعيدهم فيه إلى ما هربوا منه – على قولكم – ثم تنظر ردّة فعلهم ثم تحكم بما تشاء هل هم هربوا من المسؤوليّة أم ساء ترتيبهم أم أيّ كان , ثم إنّي سائلك و سائلُ كلّ غيور من هو هذا الذي منوطٌ به تحديد الأولويات؟؟ بله توزيعها؟؟ ثم يغضب ممّن وُزعّت عليه و لم يقم بها!! سؤال لم أجد له إجابة شابهت أختها.
أستاذي عبدالله .... لنثق جميعاً أنّه لن ينتفع بهذا التشبيه الذي كان في مقالكم للعلماء بأبطال الأفلام أحد و يقيناً أنّه سينفر من هذا التشبيه كل أحد سواءً كان عالماً أو متعلمّاً أو مثقّفاً أو أيٍّ كان من طبقات هذا المجتمع المسلم.
يا تُرى ... ماذا عساني أنْ أسمّي المفردات التي كانت في مقالكم:- لمز بالعلماء فإنّ الله يقول " ويلٌ لكل همزةٍ لمزة " أم سوء ظنٍ بهم فإنّ الله يقول " اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظن إثم " أم انتقاص لهم فإنّ النبي صلى الله عليه و سلّم قال " ليس منّا من لم يوّقر كبيرنا و يعطف على صغيرنا و يعرف لعالمنا قدره " أم شهادةٌ منك عليهم فإنّ الله يقول " ستُكتب شهادتهم و يُسئلون " أم غيبةٌ منك لهم – وحاشاك - فإنّ الله يقول " و لا يغتب بعضكم بعضا " أم أنّها إشاعة , عنهم صدرت و انتشر صيتها حتّى بلغكم صداها فإنّ الله يقول " لولا إذْ سمعتموه ظنّ المؤمنون
¥