تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم أرتض العيش والأيام مقبلة ** فكيف أرضى وقد ولت على عجل!!

ويقول فيها صفي الدين الحلي في قصيدته السائرة:

سلي الرماح العوالي عن معالينا ** واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا

إلى أن قال:

يا يوم وقعة (زوراء العراق) وقد ** دنَّا الأعادي كما كانوا يدينونا

بضمَّرٍ ما ربطناها مسومة ** إلا لنغزو بها من بات يغزونا

وفتية إن نقل أصغوا مسامعهم ** لقولنا، أو دعوناهم أجابونا

قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة ** يوما، وإن حُكموا كانوا موازينا

وللجاحظ فيها كلام في غاية الحسن أذكر منه قوله بالمعنى إن لم أكن واهماً وأذكر أنني قرأته في تاريخ بغداد للخطيب أو في أحد كتب الجاحظ نفسه: قد رأيت المدن العظام المذكورة بالإتقان والإحكام بالشامات والروم وفي غيرها من البلدان، فلم أرد مدينة قط أرفع سمكاً، ولا أجود استدارة، ولا أجود فصيلاً من الزوراء، كأنما صبت في قالب، وكأنما أفرغت إفراغاً). أو كما قال.

وتسمى مدينة المنصور ولا أذكر شاهداً على ذلك من الشعر.

وتسمى المدينة المدوَّرة وأذكر فيها أبياتاً قالها الأثري رحمه الله أذكر منها قوله في بغداد:

طاولت ناصية الشمس عَنانا **وشأت ناصية النجم عِنانا

ضاهت الشمسَ ولكن شأنها ** كان أعلى من على الشمس مكانا

يعتري الشمس أفول وهي في ** أفقها طالعة آنا فآنا

إلى أن قال:

دُوِّرَتْ في الأرض وانداح اسمها ** وغدا أعظم منها دورانا

وتسمى مدينة السلام كما تفضلتم وفقكم الله.

وكما تعلمون أن الذي بناها أبو جعفر المنصور عام 145هـ وانتقلت إليها الدولة العباسية سنة 149هـ.

وهذه بعض الأبيات التي تحضرني في التشوق لها ووصفها.

أما تذكرون أيها الأحباب قول ابن زريق البغدادي بعد رحيله عنها وأنتم بلا شك تحفظون عينيته الشهيرة:

سافرت أبغي لبغداد وساكنها ** مثلاً، قد اخترت شيئاً دونه الياسُ

هيهات! بغدادٌ الدنيا بأجمعها ** عندي، وسكان بغداد هم الناسُ

وقول بلال بن جرير:

ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين ** على تقلبها في كل ما حين

سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ** تخفي من البقر الإنسية العين

تحيا النفوس برياها إذا نفحت ** وحرست بين أوراق الرياحين

وقول علي بن جبلة العكوك:

لهفي على بغداد من بلدة ** كانت من الأسقام لي جنة

كأنني عند فراقي لها ** آدم لما فارق الجنه

بل ألا تذكرون ذلك الشاعر الخليع أبي نواس عندما قيل له هل تريد الحج؟ فقال:

وقائل: هل تريد الحج؟ قلت له: ** نعم، إذا فنيت لذات بغدادِ

ولو استرسلت في الكتابة لكتبت لكم من الشعر الذي قيل في بغداد ما لاتملكون معه إلا أن تهتزوا طربا!!

أيها الإخوة: هل تدرون ما بغداد في تاريخ المسلمين؟ إنها تاريخ الإسلام، أما قرأتم تاريخ بغداد؟ وما كتب عن بغداد لا يدخل تحت الحصر قديماً وحديثاً. ومن أفضل الكتب التي كتبت عنها ما كتبه أحمد عبدالستار الجواري رحمه الله النحوي الكبير، وما كتبه الألوسي، وغيرهم كثير.

وأما الشعراء الذين تسعر في صدورهم الشوق إليها بعد براحها كثيرون منهم القاضي عبدالوهاب المالكي، وقد نبا به المقام ببغداد، فرحل إلى مصر فيما أظن، وقد قال في ذلك أبياتاً شهيرة:

سلام على بغداد من كل منزل ** وحق لها مني السلام المضاعف

فوالله ما فارقتها عن قلى لها ** وإني بشطي جانبيها لعارف

ولكنها ضاقت عليَّ برحبها **ولم تكن الأرزاق فيها تساعف

وكانت كخل كنت أهوى دنوه **وأخلاقه تنأى به وتخالف

وقال البياضي:

ولنا بزوراء العراق مواسم ** كانت تقام لطيبها أسواق

فلئن بكت عيني دماً شوقاً ** إلى ذاك الزمان، فمثله يُشتاقُ

وقول أحد الشعراء، وقد نسيت اسمه:

على بغداد معدن كل طيب ** ومغنى نزهة المتنزهينا

سلام كلما جرحت بلحظ **عيون المشتهين المشتهينا

دخلنا كارهينا لها فلما **ألفناها خرجنا مكرهينا

وما حب الديار بنا ولكن** أمَرُّ العيش فرقة من هوينا

ومعذرة أيها الإخوة على الإطالة، ولكن:

ظننتُ بأنَّ الشعرَ يُغني فما أغنى ** وكم شاعر في موقفي أخطأ الظنا

يريدون مني أن أغني باسمهم ** وأي هضيم باسم أعدائه غنى؟

على أن في بغداد لي من شبابها ** إذا ضقت أنصاراً ومن حولهم حصنا

وهل أنا إلا ابن لبغداد نازح ** إذا ذكروا بغداد يوماً له حنَّا

حمى الله بغداد من الصليبين والبعثيين، وأعادها حاضرة للإسلام كما كانت أيام هارون الرشيد. اللهم آمين.

ومعذرة أنني ملئت بالشعر ملتقى أهل الحديث، وما أردت بالإحماض فيه إلا تنشيط قارئيه. على أنني راضٍ بأن أحمل الهوى وأخلص منه لا عليَّ ولا ليا. ومعذرة على عدم تنسيق أبيات الشعر

ـ[حسنين]ــــــــ[06 - 04 - 03, 04:10 م]ـ

الأخ الفاضل أبو عبد الله البكرى

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك، هذا ما كنت أبحث عنه.

و إذا أحب الأخوة إضافة أكون كذلك شاكرا لهم

لقد كنت أقرأ فى ترجمة ابن الجوزى و كان يذكر من أماكن بغداد أين كان يجلس و يستذكر دروسه أو بعدما كبر أين كانت مجالس وعظه و هكذا .. و كيف كانت مدينة العلم و العلماء و فى نفس الوقت نسمع ما يفعل بها و بأهلها الآن المغول الجدد! نسأل الله أن ينتقم منهم.

كذلك كنت أحب أن أعرف بعض العلماء الكبار الذين ولدوا و تربوا بها، ليس حصرا و لكن أمثلة فقط

و جزاكم الله خيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير