أحسنت , لا تحاول يا أخ أبو قتادة , و انظر إلى القاعدة: (أي ذنب توعده الله أو رسوله بالنار فهو من الكبائر) , فالاحاديث الواردة في الاسبال دون الجر صاحبها متوعد بالنار , أما الجر فهو متوعد بشيئ أكبر و أسوأ من مجرد دخول النار بل هو متوعد بالغضب من الله و اللعن منه كما جاء في الحديث الوارد في هذا الباب , فالمسألة تضور على 3 أسباب: 1 - الاسبال دون الجر , 2 - الاسبال مع الجر , 3 - الخيلاء , - فإن أسبل دون أن يجر ثوبه ودون أن يفعل ذلك خيلاء , فهو داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ما أسفل الكعبين من الازار ففي النار) , - فإن جر ثوبه دون الخيلاء فهو أشد عذابا , و دليله ما رواه الترمذي بإسناد صحيح قال: (حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، قَال: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "، قُلْنَا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا، فَقَالَ: " الْمَنَّانُ، وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ " , و قال عن هذا الحديث: حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ولا شك أن من يفعل كل هذا خيلاء فهو أشدهم إطلاقا لأنه اشترك مع الاول و الثاني و زاد عليهم بالخيلاء.
فليس لأحد أن يقول أن الامر معلق على الخيلاء!! فرسول الله عندما نهى في غير ما موضع عن الاسبال لم يقل لابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مثلا: (هل أنت تفعل هذا خيلاء؟؟!!) بل نهاه أشد نهي ما هو؟؟ قال له: " إِنْ كُنْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَارْفَعْ إِزَارَكَ " فَرَفَعْتُ إِزَارِي إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ " فَلَمْ تَزَلْ إِزْرَتَهُ حَتَّى مَاتَ) و انظر إلى أمير المؤمنين عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , في ساعات الشدة لما طعنه الخبيث المجوسي , فأقبل ذاك الفتى فأثنى عليه و ذكره بمكانته ثم أدبر فإذا ثوبه يلمس الارض , فلم ينس عمر ان ينهى عن هذا حتى وهو فيما هو فيه , و لم يسأله هل تفعل ذلك خيلاء؟؟!! و هذا بعد موت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و ابي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وكان هناك جمع من الصحابة الاخيار الذين يعلمون و يفهمون النصوص فهما صحيحاً و يعلمون الناسخ من المنسوخ , فلماذا لم يقولوا له إنه لايفعل ذلك خيلاء.- قال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَتْقَى لِرَبِّكَ وَأَنْقَى لِثَوْبِكَ.
المؤمن المتبع الخاضع لا يبحث عن الاعذار لكي يفعل فعلا هو يعلم و يقرأ ما جاء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , أن الله لايحب المسبل و لم يقيد ذلك بالخيلاء , إنما قيد الامر بالخيلاء في الذي لن ينظر الله إليه , فالله لا يحب المسبل قَال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يَا سُفْيَانَ بْنَ سَهْلٍ، لَا تُسْبِلْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ " رواه ابن ماجه عن أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , به. وهو حديث حسن.
و الله أعلم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 08:38 ص]ـ
أنا لا أحاول لأني موافق على قاعدة: أن كل فعل صاحبه متوعد بالنار فهو كبيرة، وإن كانت اجتهادية للقائل بها.
وأما القول بان إزار أبي بكر كان قصيرًا فهذه دعوى، والدليل في نقضها سؤال أبي بكر بعد نهي النبي لابن عمر وكان مطيلا ... ، وماذا يسترخي أحد الشقين دون الآخر؟ (هذه خارج الموضوع).
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 01:25 م]ـ
أحبيتي .. أما يبحث أحدنا عن فتاوى معاصرة أو أحد يتكرم علينا بسؤال أحد العلماء الربانيين في ذلك فيفيدنا في موضوعنا هذا!!!
مع الشكر لكم موصولا على جهدكم وعطائكم ...
ولنتذكر قول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة".
وفقكم الله لكل خير ...
ـ[بلال الخليلي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 02:35 م]ـ
الإصرار على الصغيرة عند جمهور العلماء يجعلها كبيرة
بعيدا عن قول الجمهور،هل لهذا الكلام أصل شرعي؟
هل مجرد الإصرار - مع العلم بحرمتها، وتمني الخلاص منها - يجعلها كبيرة؟!!، أم أن ذلك نتيجة لبعض الاستصحابات الأخرى؟
مجرد سؤال.
¥