وقد يترك الشخص الحرام لنظر الناس إليه ولكنه لم يتركه لله عز وجل.
وقد يفعل الحرام من لا يعلم بحرمته فلا يُعاقب إذا لم يكن مُفرّطا
كما أن مرتكب الأمر المحرّم – وإن كان كبيرة – تحت مشيئة الله عز وجل، إن شاء غفر له، وإن شاء عذّبه.
ولو قيل فيه: ما استحق فاعله العذاب، واُثيب تاركه لله، لكان أولى.
وتعريفه بالحدّ: ما طلب الشارع تركه طلبا جازما
قال الشيخ رحمه الله:
والمكروه: وهو ما أثيب تاركه، ولم يعاقب فاعله
الشرح:
كذلك
لو قيل فيه: ما أُثيب تاركه امتثالاً، ولم يُعاقب فاعله. لكان أولى.
وتعريفه بالحدّ: ما طلب الشارع تركه طلبا غير جازم.
قال الشيخ رحمه الله:
والمسنون: ضده
الشرح:
كذلك
فالمسنون ما أُثيب فاعله امتثالاً، ولم يُعاقب تاركه.
وتعريفه بالحدّ: ما طلب الشارع فعله طلبا غير جازم.
قال الشيخ رحمه الله:
والمباح: الذي فعله وتركه على حد سواء.
الشرح:
المباح متساوي الطرفين
لم يرد فيه أمر ولا نهي بخصوصه.
قال الشيخ رحمه الله:
ويجب على المكلف أن يتعلم من الفقه كل ما يحتاج إليه في عباداته ومعاملاته وغيرها
قال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. متفق عليه.
الشرح:
هذا بيان ما يجب على المكلّف، وأنه يجب على المسلم أن يتعلّم ما تصح به عقيدته، وما تصح به عبادته، وما تقوم به معاملاته.
وهذا القدر فرض عين على كل مسلم ومسلمة، لقوله عليه الصلاة والسلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه ابن ماجه وغيره، وصححه الألباني.
فالفقير – مثلا – لا يجب عليه تعلّم أحكام الزكاة، ولا تعلّم أحكام الحج، طالما أنه لا يجد المال.
لأنه غير مُكلّف بهذه الأشياء
لكن الصلاة لا يُعذر بتعلم أحكامها أحد، إذ تجب على الذكر والأنثى، وعلى الحرّ والعبد.
ومن تعلّم أحكام دينه رفع الجهل عن نفسه وعن غيره
وأصابته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "
ولم يعبد الله على جهل، وإنما يعبد الله على علم وبصيرة.
ويكون مُطمئنا في علمه وعمله ومعتقده.
فالعلم نور لأهله في الدنيا والآخرة.
ومفهوم المخالفة في قوله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "
أنه من لم يُرد به خيراً لم يُفقهه في الدّين.
والله تعالى أعلى وأعلم.
الدرس الثاني من شرح كتاب منهج السالكين
قال المصنف رحمه الله:
كتاب الطهارة
الشرح:
هذا التبويب ليس في بعض النُّسخ
وفي بعض نسخ الكتاب (فصل) بدل (كتاب الطهارة)
والكتاب هو ما يضم الفصول والأبواب
والأليق أن يكون فصلا مما تقدّم
ثم يأتي كتاب الطهارة
لأن هذه الأشياء التي يذكرها المصنف لا علاقة لها بالطهارة علاقة مباشرة
قال الشيخ رحمه الله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
بُني الإسلام على خمس
الشرح:
البناء يكون للشيء المعنوي، ويكون للشيء الحسي
وهنا البناء معنوياً
وهو مبني للمجهول (بُنِيَ)
وهذه دعائم الإسلام وأركانه العِظام التي لا يقوم إلا بها.
والإسلام هو دين الأنبياء بالمعنى العام، وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم بالمعنى الخاص، وتفصيل ذلك في شرح الأصول الثلاثة.
والإسلام إذا أُطلق فإنه يشمل الإسلام والإيمان
ومثله الإيمان إذا أُطلق
وإذا ذُكرا جميعاً فإن الإسلام يُطلق على الأعمال الظاهرة (الصلاة والزكاة والصيام والحج)
والإيمان يُطلق على الأعمال الباطنة، كالخوف والرجاء والإنابة والخشية والتوكّل ونحوها من أعمال القلوب.
وقد يسأل سائل: ما هو الإسلام؟
والجواب: هو الدين المبني على هذه الأركان القائم عليها وعلى تحقيقها.
ثم جاء التفصيل بعد الإجمال، أي تفصيل الخمس التي بُني عليها:
قال الشيخ رحمه الله:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
الشرح:
وفي رواية لمسلم: بُني الإسلام على خمس: على أن يعبد الله ويكفر بما دونه ... الحديث.
هذه شهادة التوحيد التي لا يصح إسلام شخص إلا بتحقيقها.
لقوله عليه الصلاة والسلام: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله. رواه البخاري ومسلم.
وشهادة التوحيد (لا إله إلا الله) تتضمن النفي والإثبات
¥