تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا)

وكما في قوله تبارك وتعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا)

فهو عليه الصلاة والسلام بشيرا لقوم، نذيراً لآخرين.

ثم قال المؤلف:

وأنه لا سعادة ولا صلاح في الدنيا والآخرة إلا بالإيمان به وطاعته.

الشرح:

لو لم يكن في توحيد الله عز وجل وفي تحقيق الشهادتين إلا هذا المعنى لكفى

فلا سعادة، ولا صلاح، ولا خيرية إلا بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبطاعته.

ولو علمت البشرية بهذا لحرصت عليه أشدّ الحرص، وهي تتخبط في دياجير الظّلمات تلهث بحثاً عن السعادة والطمأنينة.

قال الشيخ رحمه الله:

وأنه يجب تقديم محبته على النفس والولد والناس أجمعين.

الشرح:

هذا مما يجب أن يعتقده العبد لتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذا قال عليه الصلاة والسلام: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. رواه البخاري ومسلم.

ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إليّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر. رواه البخاري.

ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالدعاوى بل بالبيّنات وصدق المحبة

وتقديم أمره على أمر كل مخلوق

وتقديم طاعته على طاعة كل البشر

قال ابن القيم – رحمه الله –:

فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع:

محبة الله، ومحبة في الله، ومحبة ما يعين على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته.

والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله تعالى، ومحبة ما تقطع محبته عن محبة الله تعالى أو تنقصها.

فهذه ستة أنواع عليها مدار محابِّ الخلق، فمحبة الله عز وجل أصل المحابِّ المحمودة وأصل الإيمان والتوحيد، والنوعان الآخران تبع لها.

والمحبة مع الله أصل الشرك والمحابّ المذمومة والنوعان الآخران تبع لها.

ومحبة الصور المحرمة وعشقُها من موجبات الشرك.

وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد.

وقال – رحمه الله – في قوله صلى الله عليه على آله وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. متفق عليه

قال: فذكر في هذا الحديث أنواع المحبة الثلاثة، فإذاً المحبة إما:

محبة إجلال وتعظيم، كمحبة الوالد.

وإما محبة تحنن وود ولطف، كمحبة الولد.

وإما محبة لأجل الإحسان وصفات الكمال، كمحبة الناس بعضهم بعضا، ولا يؤمن العبد حتى يكون حبّ الرسول عنده اشد من هذه المحابّ كلها.

وقال: فلا عَيْبَ على الرجل في محبته لأهله وعشقه لها إلا إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله، وزاحم حبه وحب رسوله، فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهي مذمومة وإن أعانت على محبة الله ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهي محمودة. انتهى

ثم ذكر المصنف ما يؤيد هذا الاعتقاد ويُرسّخه في القلب فقال:

وان الله أيده بالمعجزات الدالة على رسالته

وبما جبله الله عليه من العلوم الكاملة والأخلاق العالية وبما اشتمل عليه دينه من الهدى والرحمة والحق والمصالح الدينية والدنيوية.

الشرح:

هذا أيضا مما يجب أن يعتقده العبد في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

فيعتقد أن الله عز وجل أيّد نبيه صلى الله عليه وسلم بالمعجزات الباهرة الدالّة على صدقه صلى الله عليه وسلم

ومن أعظم ما أجرى الله عز وجل على يديه من المعجزات:

انشقاق القمر

والإسراء والمعراج

وتأييده بالملائكة تُقاتل معه

ونبع الماء من بين أصابعه

وتكثير الطعام بين يديه

ومنها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير