قال شيخ الإسلام: ((وكل لذة اعقبت ألماً في الدار الاخرة او منعت لذة الاخرة فهي محرمة مثل لذات الكفار والفساق بعلوهم في الارض وفسادهم مثل اللذة التي تحصل بالكفر والنفاق كلذة الذين اتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ولذة عقائدهم الفاسدة وعباداتهم المحرمة ولذة غلبهم للمؤمنين الصالحين وقتل النفوس بغير حقها والزنا والسرقة وشرب الخمر ولهذا اخبر الله ان لذاتهم املاء ليزدادوا اثما وانها مكر واستدراج مثل اكل الطعام الطيب الذي فيها سم وهذا المعنى قد قررته ايضا في قاعدة السكر.
وأما اللذة التي لا تعقب لذة في دار القرار ولا الما ولا تمنع لذة دار القرار فهذه لذة باطلة؛ إذ لا منفعة فيها ولا مضرة وزمانها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر وهي لا بد ان تشغل عما هو خير منها في الاخرة وان لم تشغل عن اصل اللذة في الاخرة.
وهذا هو الذي عناه النبي صلى الله عليه و سلم بقوله كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل الا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فانهن من الحق رواه مسلم وكقوله لعمر لما دخل عليه وعنده جواري يضربن بالدف فأسكتهن لدخوله وقال ان هذا رجل لا يحب الباطل فإن هذا اللهو فيه لذة ولولا ذلك لما طلبته النفوس.
ولكن ما اعان على اللذة المقصودة من الجهاد والنكاح فهو حق واما ما لم يعن على ذلك فهو باطل لا فائدة فيه ولكن اذا لم يكن فيه مضرة راجحة لم يحرم ولم ينه عنه ولكن قد يكون فعله مكروها لأنه يصد عن اللذة المطلوبة اذ لو اشتغل اللاهي حين لهوه بما ينفعه ويطلب له اللذة المقصودة لكان خيرا له والنفوس الضعيفة كنفوس الصبيان والنساء قد لا تشتغل اذا تركته بما هو خير منها لها بل قد تشتغل بما هو شر منه او بما يكون التقرب الى الله بتركه فيكون تمكينها من ذلك من باب الاحسان اليها والصدقة عليها كإطعامها واسقائها فلهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم ان بعض انواع اللهو من الحق وكان الجواري الصغيرات يضربن بالدف عنده وكان صلى الله عليه و سلم يمكنهن من عمل هذا الباطل بحضرته احسانا اليهن ورحمة بهن وكان هذا الامر في حقه من الحق المستحب المأمور به وان كان هو في حقهن من الباطل الذي لا يؤمر احد سواهن به كما كان اعطاؤه المؤلفة قلوبهم مأمورا به في حقه وجوبا أو استجابا وإن لم مأمور به لأحد كما كان مزاحه مع من يمزح معه من الاعراب والنساء والصبيان تطييبا لقلوبهم وتفريحا لهم مستحبا في حقه يثاب عليه وان لم يكن اولئك مأمورين بالمزح معه ولا منهيين عن ذلك
فالنبي صلى الله عليه و سلم يبذل للنفوس من الاموال والمنافع ما يتألقها به على الحق المأمور ويكون المبذول مما يلتذ فيه الاخذ ويحبه لان ذلك وسيلة الى غيره ولا يفعل صلى الله عليه و سلم ذلك مع من لا يحتاج الى ذلك كالمهاجرين والانصار بل بذل لهم انواعا اخر من الاحسان والمنافع في دينهم ودنياهم
وعمر رضي الله عنه لا يحب هذا الباطل ولا يحب سماعه وليس هو مأمورا اذ ذاك من التأليف بما امر به النبي صلى الله عليه و سلم حتى تصبر نفسه على سماعه فكان اعراض عمر عن الباطل كمالا في حقه وحال النبي صلى الله عليه و سلم اكمل
ومحبة النفوس للباطل نقص لكن ليس كل الخلق مأمورين بالكمال ولا يمكن ذلك فيهم فإذا فعلوا ما به يدخلون الجنة لم يحرم عليهم ما لا يمنعهم من دخولها)).
قلت: وهذا الباب من الفقه لا يعلمه كثير من الناس، وينكره كثير من الناس، والفقهاء في جل الأبواب قليل ..
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:39 م]ـ
طيب ماحكم التصوير؟
كتوثيق الرحلات
- أقصد ذوات الأرواح -
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[01 - 03 - 10, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - 03 - 10, 03:04 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد.
ولا أكتمك حديثًا فقد كنتُ ممن مر بسابقة مثل هذه، ولم أجن منها إلا ضياع المال والوقت، وهي ليست حرامًا، بل فيها من فنون الإبداع مايذهل له الناظر، على أن الصورة يدخلها التعديل كثيرًا في ورشات التصميم.
وأحسبُ أن النكير الذي وجهه أخونا أبو محمد متجه إلى فئام من طلبة العلم أو الذين ينتظر منهم مرتقى عليّا، وقد وجدتُ من بعضهم هذا الانصراف.
والانصراف إلى هذا المجال = سيأخذ مالا كثيرًا، ولا تعجب يا أخي أن بعض الكاميرات تصل إلى مبلغ (10) آلاف ريال، بل بعضها تصل إلى (20) ألف ريال!
غير الإضاءات والأرضيات والاستديو ... إلخ.
وفي نظري القاصر أن منها شيءٌ مفيد مباح ما لم تتجاوز حدها المعقول، وكانت في إطار التمتع بهذه الصور البديعة من خلق الله، وفيها كسبٌ حلال حيث يبيع المصور صورته لمن يريد إعلانًا أو دعاية أو غيرها، وكلامي هذا في سياق صور غير ذات الروح؛ لأني لا أحسبها جائزة، والناس مذاهب.
ما رأيك يا أبا محمد لو شرحت لنا قاعدة الأثلاث؟ (ابتسامة)
بارك الله فيك وشكر لك.
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[02 - 03 - 10, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك ..
الذي في الآيات جنس واحد وهو الباطل المحرم .. والباطل جنسان منه باطل محرم ومنه باطل غير محرم، وغير المحرم درجات وأجناس ..
رجاءًَ من الاخ المكرم يذكر لنا آية تتضمن الجنس الاخر (الباطل الغير محرم) حيث أنني لا أجد آية تتضمن هذا الجنس حيث يقول الله عز وجل
{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة 42
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} آل عمران 71
أو حديث صحيح فيه هذا الجنس (الباطل الغير المحرم)
جزاكم الله خيراً وختم لنا بخير
¥