وخالف هؤلاء جميعاً علماء المالكية رحمهم الله فجعلوا الردة طلقة بائنة توجب الفرقة حال حدوث الردة، قال ابن فرحون في تبصرة الحكام: والردة طلقة بائنة ممن كان من الزوجين وهو مذهب المدونة، وروى ابن الماجشون عن مالك أنها فسخ بغير طلاق. انتهى
وتظهر ثمرة الخلاف بين مذهب الجمهور ومذهب المالكية -أي بين القائلين بالفسخ والقائلين بالطلاق- أنه إن تكررت الردة وتكرر تجديد النكاح جاز ذلك ولو لأكثر من ثلاث مرات على مذهب الجمهور.
وأما على القول بأنه طلاق -وهو مذهب المالكية- فإنها تبين منه بينونة كبرى بعد المرة الثالثة فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، والذي يترجح لدينا ما قاله الإمام مالك رحمه الله من أن الردة طلاق بائن لأنها فرقة حصلت بلفظ فأشبهت الطلاق.
وعليه؛ فعلى هذه المرأة أن تمنع نفسها من هذا الرجل؛ لأنه إما إن يكون قد جدد النكاح ثلاث مرات ثم ارتد بعد ذلك فتكون قد بانت منه فلا تحل له إن تاب إلا بعد أن تنكح غيره.
وإما أنه لم يبلغ ذلك العدد فإن حدثت منه الردة فقد بانت منه ولا تحل له إلا بعقد جديد، وحينها نقول لها: هذا لا يصلح زوجاً فإن الشرع ندب إلى اختيار زوج ذي دين، وأي دين مع من يتجرأ على سب الذات الإلهية مراراً!!.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
************************************************** ****
رقم الفتوى: 8927
عنوان الفتوى: توبة المرتد
تاريخ الفتوى: 09 ربيع الثاني 1422/ 01 - 07 - 2001
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي المفتي لقد قمت بالأمس بشتم الذات الإلهية بسبب مشكلة كبيرة وهي أول مرة في حياتي أقوم بالتفوه بهذة الشتيمة وأنا نادمة جدا وأشعر بشيء يخنقني يا والدي مع أنني أقوم بالفرائض ووالله أكتب إليكم وأنا أكبت في نفسي آهات وويلات مما حدث معي أفيدوني بأسرع ما يمكن وأنا طالبة جامعية من فلسطين المحتلة وعمري 21عاما وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سب الله سبحانه وتعالى فقد كفر نص على ذلك أهل العلم قال ابن قدامة رحمه الله في (المغني:12/ 298): (فصل: ومن سب الله تعالى، كفر سواء كان مازحاً أو جاداً. وكذلك من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسله أو كتبه، قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة:65). انتهى.
ولا يصدر ذلك إلا عمن استحكمت غفلته وقسا قلبه، فإن تاب وندم على ما صدر منه، فهل تقبل توبته؟ اختلف أهل العلم في ذلك، فذهب جمهور أهل العلم - الحنفية والحنابلة وهو الراجح عند المالكية - أن توبته مقبولة إن صحت وصدقت وعليه فالواجب عليك أن تكثري من فعل الصالحات وتجتهدي في الطاعات عسى الله أن يتوب عليك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
*************************************************
رقم الفتوى: 126180
عنوان الفتوى: موقف الزوجة من زوجها الذي يسب الدين
تاريخ الفتوى: 03 رمضان 1430/ 24 - 08 - 2009
السؤال
ما حكم العيش مع زوجي؟ مع العلم أنه بذيء اللسان ويسب الدين باستمرار ويحمل من على النت أفلاما محرمة، أو يأتي بها من أحد معارفه، ويهينني باستمرار، وعلى ذلك كله فقد كرهته، ومعي منه طفلان، فماذا أفعل؟ وعندما تحصل مشكلة معي يضربني ويهينني، ولكنني حالياً أرد عليه عندما يهنيني برد عادي جدا بسبب القهر والملل منه، ولا أرد له الشتيمة التي يسبني بها، فأرجو الرد بسرعة؟ وأستغفر الله العظيم الذي لا إله غيره.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان زوجك يسب الدين فهو كافر لا يحل لك البقاء معه، فقد سئل الشيخ عليش ـ المالكي: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة، فالسب ردة بالأولى، وفي المجموع: ولا يعذر بجهل وزلل لسان. انتهى. فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك.
¥