تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مختصر القول في حكم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم]

ـ[مراد باخريصة]ــــــــ[21 - 02 - 10, 09:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر القول في حكم مولد الرسول r[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn1)

الحمد لله القائل:} وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله {والصلاة والسلام على من خير الهدي هديه، وخير القرون قرنه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى الورود على حوضه:

أما بعد:

لقد شهد الأئمة العدول أن القرون الثلاثة المفضلة - الموصوفين بقوله صلى الله عليه وسلم:} خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تسبق شهادةُ أحدِهم يمينه، ويمينه شهادته {رواه البخاري ومسلم - بريئةٌ من الاحتفال بالمولد؛ لم يفعلوه أو يستحسنوه، أو يخطر على بالهم.

قال الإمام الفاكهاني –رحمه الله –: (لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب الله ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn2).

وقال السخاوي – رحمه الله - في فتاواه: (عمل المولد لم يُنقل عن أحد من السلف في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعدُ) [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn3).

و قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -: (لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتابٍ، ولا سنةٍ، ولا إجماعٍ، ولا قياسٍ، ولا استدلالٍ، بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون، ولا الذين يلونهم،ولا الذين يلونهم.) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn4).

فإن قال قائل: لقد استحسن هذا العمل َجماعةٌ من العلماء مثل: أبي شامة والسيوطي وابن دحية وغيرهم.

فالجواب: إن هؤلاء جميعاً من المتأخرين ومن الذين نشأوا بعد أن أسس هذه البدعة الفاطميون وأذاعها عنهم الصوفية، وقد قابل استحسانهم استنكار غيرهم من معاصريهم وممن جاء بعدهم، فأصبح الاحتكام واجب إلى الكتاب العزيز والسنة المطهرة وعمل السلف الصالح، ولم نجد في شيء من ذلك ما يدل على ما استحسنه المستحسنون، فكان السلف أولى بالإتباع كما قال ابن الحاج.

واستحسانهم إنما هو لأصل عمل المولد، وأما لو رأوا ما فيه اليوم من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قلة الأدب معه، ومن الرقص والغناء، وانتهاك حرمة المساجد وغيرها من المنكرات، فلايمكن أن يستحسنوه.

? وقد نسب عدد من المؤرخين المولد إلى الفاطميين منهم:

- تقي الدين أحمد بن علي المقريزي المصري الشافعي المؤرخ المعروف [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn5).

- أبو العباس القلقشندي في صبح الأعشى (498 - 499).

- سبط ابن الجوزي [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn6).

- الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_edn7).

فليس هناك أدنى شك في أن الفاطميين هم الذين اخترعوا بدعة الاحتفال بالمولد النبوي. و قد حوَّلوا الدين كله إلى بدع تكرِّس عقيدتهم وتشغل الناس عن العمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أو حتى التأمل فيما هم فيه، وكل الذي شغلوهم به أو جُلُّه لا صلة له بالدين، وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخُذ مثلاً هذه الاحتفالات، فمنها ما ينسب إلى الدين والدين منها برئ: كالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وموالد علي وفاطمة والحسن والحسين t ورجب وشعبان ورمضان والختم وغيرها.

هذا هو دين الفاطميين إضافة إلى سوء معتقدهم الذي بيَّنه العلماء – رحمهم الله-.

فهل هؤلاء جديرون بأن يُقتدى بهم؟.

وهل بهذا يكون الاحتفال بالمولد دليل محبة المحتفلين، وأن من لم يحتفل لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم؟.

بمعنى آخر: هل الباطنيون العبيديون والصوفية المنحرفة ومن تبعهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر،.أم الصحابة والتابعون وأئمة الدين ومن تبعهم يحبونه أكثر؟

الإجابة لا تحتاج إلى كبير عناء.

ومما أخذت الصوفية عن العبيديين هذه البدعة، وكان أول ظهورها في مدينة الموصل على يد صوفي معروف هو عمر بن محمد الملا؛ ذكر ذلك سبط ابن الجوزي، وابن كثير، وقد ذكروا أنه كان من كبار الصوفية له زاوية وأتباع، وكان الناس من الأمراء وغيرهم يعتقدون فيه كشأن أقطاب الصوفية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير