والجواب الذي يكشف الحجاب:أن مخترعي قصص الموالد و الاحتفال بها، إنما أرادوا إلهاء الناس وإشغالهم بذلك، أرادوا صدهم عن قراءة السيرة النافعة بذلك الذي لا نفع فيه، أرادوا إماتة روح الجهاد وإضعاف جانب التأسي بالنبي e.
أرادوا تقديس أشخاص لا يمكن تقديسهم إلا عبر حشرهم في تلك القصص، فليس تعظيم النبي e بقدر ما هو مقصود تعظيم أولئك الأشخاص.
والدليل على ذلك: قراءة تلك القصائد التي يصف فيها أصحابه أنفسهم بما لم يوصف به النبي e ، بل بما لا يجوز أن يوصف به إلا الله تعالى.
وما أحسن ما قاله الشيخ محمد الغزالي المصري – رحمه الله – في كتابه (فقه السيرة): (إنه من الظلم للحقيقة أن تتحول إلى أسطورة خارقة. ومن الظلم لفترة نابضة بالحياة والقوة أن تُعرض في أكفان الموتى. إن حياة محمد: ليست بالنسبة للمسلم - مسلاة شخص فارغ، أو دراسة ناقد محايد، كلا -كلا – إنها مصدر الأسوة الحسنة التي يقتفيها، ومنبع الشريعة العظيمة يدين بها، فأيُّ حيف في عرض هذه السيرة، وأيُّ خلطٍ في سرد أحداثها. إساءة بالغة إلى حقيقة الإيمان نفسها، ومحمد ليس قصة تُتلى في يوم ميلاده، كما يفعلُ الناس الآن، ولا التنويه به يكون في الصلوات المخترعة التي على ألفاظ الأذان. و أكنان حبه بتأليف مدائح له أو صياغة نعوت مستغربة يتلوها العاشقون، ويتأوهون أو لايتأوهون. فرباط المسلم برسوله الكريم أقوى وأعمق من هذه الروابط الملفقة المكذوبة على الدين. وما جنح المسلمون إلى هذه التعابير للإبانة عن تعلقهم بنبيهم إلا يوم أن تركوا اللباب الملئ وأعياهم حمله، فاكتفوا بالمظاهر والأشكال. ولمَّا كانت هذه المظاهر والأشكال محدودة في الإسلام.فقد افتنوا باختلاق صورة أخرى! فهي لن تكلفهم جهداً ينكصون عنه؛ إن الجهد الذي يتطلب العزمات، هو في الإستمساك باللباب المهجور، والعودة إلى جوهر الدين ذاته. فبدلاً من الاستماع إلى قصة المولد يتلوها صوت رخيم، ينهض المرء إلى تقويم نفسه، وإصلاح شأنه، حتى يكون قريباً من سنن محمدٍ في معاشه ومعاده، وحربه وسلمه، وعلمه وعمله، وعاداته وعباداته ... إن المسلم الذي لا يعيش محمد الرسول صلى الله عليه وسلم في ضميره ولاتتبعه بصيرته في عمله وتفكيره؛ لا يغني عنه أبداً أن يحرِّك لسانه بألف صلاة في اليوم والليلة) ا. هـ.
اختصره
حسين بن علي بن محفوظ
صبيحة يوم الأربعاء: 3ربيع الأول 1431هـ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref1) أصل هذا المختصر من كتيب شيخنا العلامة أحمد بن حسن المعلم الموسوم بـ" المولد النبوي أصله وحقيقته".
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref2) ( المورد في عمل المولد) [ص20 - 22]،ط1دار المعارف1407هـ.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref3) ( السيرة الحلبية).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref4) بحث في المولد للإمام الشوكاني، مطبوع ضمن كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني، تحقيق محمد صبحي حلاق (2/ 1087 - 1089).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref5) انظر متكرماً: كتاب (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) المعروف اختصاراً باسم (الخطط المقريزية [2/ 216] طبعة مكتبة مدبولي بالقاهرة).
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref6) انظر متكرماً: مرآة الزمان [8/ 310].
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref7) البداية والنهاية [12/ 263]
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref8) ( تذكير الناس [ص182]).
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref9) ( كنوز السعادة الأبدية في الأنفاس العلية الحبشية).
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref10) انظر متكرماً: القول الفصل في الاحتفال بمولد سيد الرسل لإسماعيل الأنصاري.
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ednref11) انظر متكرماً: (الفتاوى الحديثية [ص 58]).
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[23 - 02 - 10, 09:35 م]ـ
بارك الله فيك اخي على هذا التوضيح وجزاك الله خيرا
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[25 - 02 - 10, 08:16 ص]ـ
جُزيتَ خَيْراً
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:19 م]ـ
قد عُرِفَ المنكر واستُنكِرَ المعروف÷÷÷في أيامنا الصعبه
وصار أهل العلم في وهدة÷÷÷وصار أهل الجهل في رتبه
حادوا عن الحق فما للذي÷÷÷ساروا به فيما مضى نسبه
فقلت للأبرار أهل التقى÷÷÷والدين لما اشتدت الكربه
لا تنكروا أحوالكم قد أتت÷÷÷نوبتكم في زمن الغربه
منقولة من كتاب القول الفصل للعلامة إسماعيل الأنصاري رحمه الله.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:24 م]ـ
ولولا الإطالة لنقلت لكم أقوال أئمة مالكية في هذه المسألة والله الموفق لكن سأذكر لكم بعضها إن شاء الله
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:50 م]ـ
سئل العلامة الشاطبي رحمه الله عمن عهد بثلثه ليُوقف على إقامة مولده صلى الله عليه وسلم فأجاب بقوله:"أما الوصية بالثلث ليوقف على إقامة ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة وكل بدعة ضلالة والإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصية غير نافذة بل يجب على القاضي فسخه ورد الثلث إلى الورثة يقتسمونه فيما بينهم وأبعد الله الفقراء (*) الذي يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصية وما ذكرتم من وجهي المنع من الإنفاذ صحيح يقتضي عدم التوقف في إبطال الوصية ولا يكفي في ذلك منكم السكوت لأنه كالحكم بالإنفاذ عند جماعة من العلماء فاحذروا أن يكون مثل هذا في صحيفتكم والله يَقِينَا وإياكم الشر بفضله".اه من المعيار المعرب ج9 ص 252 للونشريسي رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(*) الفقراء: المتصوفة
¥