وخلاصة القول: أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها، ولا يغتر بمن يروج هذه البدعة ويدافع عنها، فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً، فالحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
قال -صلى الله عليه وسلم-: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة (4) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm#(4)#(4))، فبين لنا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله تعالى: ((فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء:59].
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم، والرد إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته، فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازع، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي؟ فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه.
هذا؛ ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm (http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm)
وأسأل الله أن يهدي الجميع إلى خير ما يحب ويرضى.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[07 - 03 - 10, 12:58 م]ـ
آيمين زبارك الله فيك
هل يمكن ان يوضح احد الفضلاء عن المولد من ناحية أصولية كيف ينطبق عليه حكم البدعة؟
لأننا لما نقول ببدعيته يرد علينا "ألا تقرأ في المصحف؟ ألا تضبط اوقات صلواتك من برنامج الأذان ألا تستعمل الكتب الدينية؟ هل هي بدع أيضا؟ "
ما علاقة الذكرى بالمصالح المرسلة؟ وهل ذكرى شيء مهم في حياة الفرد والأمة لا أصل له؟ كما كانت ذكرى نجاة موسى عليه السلام ويوم ولادة النبي؟ هل يمكن القياس على هذا من باب الواسائل؟
احتاج إلى بحث اصولي
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[07 - 03 - 10, 02:07 م]ـ
حتى يستفيد الفضلاء
فجمع المصحف وتنقيطه وتشكيله لا يندرج تحت البدع والمحدثات، لأن البدعة ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له وعدم المانع. ولم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما يقتضي نقط المصحف وشكله لقلة من يعرف القراءة من الصحابة، واعتمادهم على الحفظ، وأمن وقوع الخلل في قراءة القرآن، فلما كثر الناس باتساع الفتوحات، ودخل في الإسلام قوم عجم اقتضى الحال عمل ذلك، وهذا يدخل تحت المصالح المرسلة، وقد يسمى هذا بدعة حسنة من حيث اللغة، كما قال عمر رضي الله عنه عن التراويح: نعمت البدعة هذه.
وأما إحداث عبادة لم ترد مع وجود المقتضي لها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعدم المانع من فعلها، فهذا هو الابتداع.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=8606
هذا ضابض في ما يخص معرفة البدعة من غيرها، والله أعلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 08:00 م]ـ
آيمين زبارك الله فيك
هل يمكن ان يوضح احد الفضلاء عن المولد من ناحية أصولية كيف ينطبق عليه حكم البدعة؟
لأننا لما نقول ببدعيته يرد علينا "ألا تقرأ في المصحف؟ ألا تضبط اوقات صلواتك من برنامج الأذان ألا تستعمل الكتب الدينية؟ هل هي بدع أيضا؟ "
ما علاقة الذكرى بالمصالح المرسلة؟ وهل ذكرى شيء مهم في حياة الفرد والأمة لا أصل له؟ كما كانت ذكرى نجاة موسى عليه السلام ويوم ولادة النبي؟ هل يمكن القياس على هذا من باب الواسائل؟
احتاج إلى بحث اصولي
أخي الحبيب .. استفد من هذه الفوائد ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=115307)، أو من الكتاب المأخوذة منه أحسن.
وفقك الله ورعاك.
ـ[ام عبدالرحمن باصريح]ــــــــ[23 - 03 - 10, 12:23 م]ـ
لقد نصحت زميله لي وقلت لها لايجوز الاحتفال بالمولد النبوي فقالت انها بدعة حسنة ومن اللحظة التي نصحتها فيها تركتني هل لي ان اعتذر لها مع العلم انها فتاه صالحه