تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالوا تنقصتم رسول الله ... واعجباً لهذا البغي والبهتان

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:40 ص]ـ

العبرة ليس بجمع عدد من قال بجواز المولد أو عدمه، العبرة بورود الدليل الصحيح الصريح في جواز ذلك من عدمه، ولقد أوضح العلماء أن كل من قال بجواز إقامة المولد إنما يبنون ذلك على استحسانات لا دليل عليها، أو على نصوص صحيحة ولكنها ليست بصريحة، وقد توضع هذه النصوص وتحمل ما لا تحتمله، أو على نصوص ضعيفة وموضوعة لا عبرة فيها. وما طَرَقت البدعةُ بابَ الدين وَوَلَجت على أصحابها إلا عندما أعرضوا عن نصوصِ الكتابِ والسنةِ واستحسنوا أشياءَ لا دليل عليها، وأساؤا فهمَ النصوصِ والأخذَ بها والتسليمَ لها، ولم يسترشدوا بسلفِ الأمة وكيف كانمنهجهُم في ذلك، فكان عملُهم عينَ الجرأةِ على كتابِ الله وسنةِ نبيه ـ صلى الله عليه وسلمـ.

لَقد كان الصحابةُ ـ رضي الله عنهم ـ أشدَّ الناس حبًّا لرسول الله وتعظيماً وتوقيراً، بل وأعظم شكراً لله على نعمه من غيرهم.

كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِلءَ أسماعِهم وأبصارهم، وخالَطَ حبُّه شغافَ قلوبهم، فقدَّموه على أنفسهم وأهليهم، وفدَوه بأرواحهم، وقدَّموا صدورَهم دِرعًا حامياً عنه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ.

محبّتهم للنبيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ لم تكن محبّةَ عِشقٍ ووَجد كما يظنُّه بعضُ الناس، بل هي محبّةُ مودّةٍ وولاءٍ واتِّباعٍ وطاعة، لقد كانت محبّةً سماويّةً طاهرة، أثمرتِ اتِّباعَ السنّةِ والطاعَةَ وكمالَ الإيمانِ وتقديمَ أمرِ الله ورسولِه على شهوات النفسِ وحظوظها.

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِى قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِى الأَنْصَارِ مِنْهَا شَىْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَىُّ مِنَ الأَنْصَارِ فِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: لَقِىَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ هَذَا الْحَىَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِى أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِى هَذَا الْفَىْءِ الَّذِى أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِى قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَاماً فِى قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُ فِى هَذَا الْحَىِّ مِنَ الأَنْصَارِ شَىْءٌ، قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِى وَمَا أَنَا، قَالَ: فَاجْمَعْ لِى قَوْمَكَ فِى هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ الأَنْصَارَ فِى تِلْكَ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا، وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَىُّ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِى هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِى عَنْكُمْ، وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ؟، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ؟، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ؟، قَالُوا: بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ: أَلاَ تُجِيبُونَنِى يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟. قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ: أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيداً فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلاً فَآسَيْنَاكَ. أَوَجَدْتُمْ فِى أَنْفُسِكُم يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِى لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْماً لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلاَمِكُمْ، أَفَلاَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير