تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، ثم تتابع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة" الحديث فعلم أن المراد فتح باب خير للناس، فذلك الأنصاري هو الذي ابتدأ بهذه الصدقة، ثم تتابع الناس بعده، فله أجر صدقته ومثل أجور صدقات من اقتدى به، فكيف يستدل به على عمل لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه أو خلفائه، وإنما حدث بعدهم بأكثر من ثلاثمائة سنة، لما استولى بنو عبيد على البلاد الإفريقية، وادعوا أنهم فاطميون ورأوا النصارى يحتفلون كثيراً في تلك البلاد ويحيون ليلة ميلاد عيسى فقلدوهم.

وعلى هذا فإن الواجب على المسلم رد هذه البدعة وإنكارها والعمل بالسنة النبوية، والتمسك بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " رواه أحمد وأهل السنن، وشرحه ابن رجب في جامع العلوم والحكم، وبين مسمى البدعة في الشرع، فمن تمسك بالسنة النبوية وسيرة خلفائه صلى الله عليه وسلم فهو على سبيل النجاة، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم) وقال رضي الله عنه: ((من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة))، أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولحمل دينه، فاعرفوا لهم حقهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يرزقنا حبه وحب نبيه وحب من يحبه. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

قاله وأملاه

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

17/ 1/1424هـ

http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=83

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير