إن لم تعجبك القاعدة .. فقل لنفسك (ما فات شيء) .. وابحث عن مايفيدك:).
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[24 - 02 - 10, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز المسيطير وبارك فيك، واصل يا شيخنا
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[24 - 02 - 10, 10:17 م]ـ
ما شاء الله زادك الله توفيقا و توّجك بالحكمة كانك أتيت على ما يعتلج في نفسي , سبحان الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 02 - 10, 10:06 م]ـ
- قد يتأثر أحدُنا في تفوّق أقرانه أو من هم أقل منه سنا .. في طلب العلم .. فيقول: لقد فات الآون .. مضى العمر ولم ننتفع .. وفاتنا الركْبُ وثَني الرُكَب!! .. فأقول: ودّ الشيطان لو ظفر منّا بهذا .. فلنبادر من الآن .. ولنعقد العزم .. ومن سار على الدرب وصل، وفاز بالظفر .. فبادر، وتأكد بأنه (ما فات شيء).
- قد يُخذّلنا الشيطان في حضور دروس أهل العلم .. وأن مَن هم فيها .. من صغار السن، وحضورنا محرج لنا .. فأقول: هذا من تفنن الشيطان في التخذيل .. فلا نلتفت له .. بل نحضر ونحث غيرنا على الحضور .. ولنقل لأنفسنا: (ما فات شيء).
ذكر موقع الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى هذه المواقف اللطيفة جوابا على سؤال .. أنقلها لفائدتها واختصارها .. فقال:
ثانيا:
أنت أخي الفاضل في بداية الثلاثين من عمرك، ولم يفتك الوقت لتبدأ طلب العلم، فلا زلت في ريعان الشباب وقوته ونشاطه، بل إن بعض العلماء يرى أن سماع الحديث يبدأ من سن الثلاثين!.
قال السيوطي – رحمه الله -:
قال جماعة من العلماء: يُستحب أن يبتدئ بسماع الحديث بعد ثلاثين سنة، وعليه أهل الشام ... .
" تدريب الراوي " (1/ 414).
ولتعلم أن مَن أسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا كلهم صغاراً، بل الكثرة الكاثرة كانوا كباراً في السن، وما منعهم سنهم من الطلب والتعلم، وهم أساتذة الدنيا في العلم الشرعي، وإليهم المرجع في فهم نصوص القرآن، والسنَّة، فأبو بكر الصدِّيق هو أعلم هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بدأ في طلب العلم قريباً من الأربعين، ثم الخليفة عمر الفاروق، بدأ العلم قريباً من الثلاثين، وهكذا غيرهم كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب " العلم " من صحيح البخاري قال البخاري – رحمه الله -:
باب الاغتباط في العلم والحكمة وقال عمر: " تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا ".
قال أبو عبد الله – يعني: البخاري نفسه -: وبعد أن تسوَّدوا، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنِّهم.
" صحيح البخاري " (ص 39).
وقُل مثلَ ذلك فيمن طلب العلم متأخراً من الأئمة والعلماء المشهورين، وإليك نماذج طيبة من هؤلاء؛ لترفع همتك، وتجدد نشاطك، وتحيي قوتك:
1. أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، المعروف بـ " القفّال "، شيخ الشافعية في زمانه، المتوفى سنة 417 هـ.
قال السبكي الشافعي – رحمه الله -:
الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير، شيخ طريقة خراسان، وإنما قيل له " القفَّال " لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره، وبرع في صناعتها، حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات، فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء: فأقبل على الفقه، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إماماً يُقتدى به فيه، وتفقه عليه خلقٌ من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدَّث وأملى ... .
انظر " طبقات الشافعية " للسبكي (5/ 54)
2. أصبغ بن الفرج، مفتي الديار المصرية في زمانه، ومن علماء المالكية.
قال الذهبي – رحمه الله -:
الشيخ الإمام الكبير، مفتي الديار المصرية، وعالِمها، أبو عبد الله الأموي مولاهم، المصري، المالكي.
مولده بعد الخمسين ومئة.
وطلب العلم وهو شاب كبير، ففاته مالك، والليث. " سير أعلام النبلاء " (10/ 656).
3. عيسى بن موسى غنجار، أبو أحمد البخاري، محدِّث ما وراء النهر.
قال الحاكم:
هو إمام عصره، طلب العلم على كبر السنِّ، وطوَّف.
" شذرات الذهب " (1/ 330).
4. قاضي القضاة بمصر: الحارث بن مسكين، توفي سنة 250 هـ.
قال الذهبي – رحمه الله -:
وإنما طلب العلم على كبَر.
" سير أعلام النبلاء " (12/ 54).
وغير هؤلاء كثير، وقد ذكر في طلب غير هؤلاء وهم كبار في السن كأمثال الفضيل بن عياض، وابن العربي، وابن حزم، والعز بن عبد السلام، فلم يمنعهم سنهم من الطلب حتى صاروا نجوماً في سماء العلم.
قيل لعمرو بن العلاء: هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟
قال: إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم!!
وهذا ابن عقيل رحمه الله يقول إني لأجد من لذة الطلب وأنا ابن ثمانين أشد مما أجد وأنا ابن أربعين.
--
الأخوين الكريمين /
عبدالله بن عثمان
ابن عبدالحميد
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه، وأعلاه.
¥