تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من ترك صلاة العصر، فهل يحبط عمله كله؟ يجيب الشيخ المنجد]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[28 - 02 - 10, 12:31 ص]ـ

من ترك صلاة العصر، فهل يحبط عمله كله؟

السؤال: سمعت أنني إذا تركت صلاة العصر، فقد حبط عملي كله، ثم سمعت أنه يحبط عمل هذا اليوم فقط، فأيهما الصواب؟

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

جاء الوعيد الشديد فيمن ترك صلاة العصر متعمداً حتى خرج وقتها، فقد روى البخاري (553) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُه)، وروى الإمام أحمد في مسنده (26946) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا، حَتَّى تَفُوتَهُ، فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب".

قال شيخ الإسلام رحمه الله: " تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها، فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها، وهى التي فرضت على من كان قبلنا، فضيعوها " انتهى من "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (22/ 54).

ثانياً:

اختلف العلماء رحمهم الله في الوعيد الوارد فيمن ترك صلاة العصر، هل هو على ظاهره، أو لا؟ على قولين:

القول الأول: أنه على ظاهره، فيكفر من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى خرج وقتها، وهو اختيار إسحاق بن راهويه، واختاره من المتأخرين الشيخ ابن باز رحمهما الله.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " صلاة العصر أمرها عظيم، وهي الصلاة الوسطى، وهي أفضل الصلوات الخمس، قال الله جل وعلا: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى)، فخصها بالذكر زيادة، فالواجب على كل مسلم وكل مسلمة أن يعتني بها أكثر، وأن يحافظ عليها، ويجب عليه أن يحافظ على جميع الصلوات الخمس بطهارتها والطمأنينة فيها وغير ذلك، وأن يعتني بها في الجماعة الرجل، وخصها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر حبط عمله)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من فاتته صلاة العصر، فكأنما وُتر أهله وماله)، يعني: سلب أهله وماله، وهذا يدل على عظمة شأنها، والصواب أن من ترك بقية الصلوات يحبط عمله أيضاً؛ لأنه قد كفر، على الصحيح، لكن تخصيص النبي بذكر صلاة العصر يدل على مزية عظيمة، وإلا فالحكم واحد، من ترك الظهر أو المغرب أو العشاء أو الفجر تعمُّداً بطل عمله؛ لأنه يكفر بذلك، لا بد أن يحافظ على الصلوات الخمس كلها، فمن ترك واحدة، فكأنما ترك الجميع، فلا بد من المحافظة على الصلوات الخمس جميعاً في أوقاتها من الرجل والمرأة، ولكن صلاة العصر لها مزية عظمى في شدة العقوبة وشدة الإثم، وفي عظم الأجر لمن حافظ عليها واستقام عليها مع بقية الصلوات " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".

http://ibnbaz.org/mat/14293

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: - عند شرحه لحديث (من ترك صلاة العصر فقد حَبِط عملُه) -: " من فضائل صلاة العصر خاصة أن من تركها فقد حبط عمله لأنها عظيمة، وقد استدل بهذا بعض العلماء على أن من ترك صلاة العصر كفر؛ لأنه لا يحبط الأعمال إلا الردة، كما قال تعالى: (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعلمون)، وقال تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، فيقول بعض العلماء: صلاة العصر خاصة، من تركها فقد كفر، وكذلك من ترك بقية الصلوات عموما فقد كفر، وهذا القول ليس ببعيد من الصواب " انتهى من "شرح رياض الصالحين".

القول الثاني: أن الوعيد الوارد في صلاة العصر ليس على ظاهره، واختلف أصحاب هذا القول في توجيه الحديث على أقوال؛ منها: أن الحديث محمول على من تركها استحلالاً.

ومنهم من رأى أن الحبوط خاص بالصلاة نفسها، فمن ترك صلاة العصر حتى خرج وقتها، فإنه لا يحصل على أجر من صلاها في وقتها، فيكون المراد بالعمل الذي حبط في الحديث الصلاة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير