تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان إذا مشى تكفأ تكفؤا وكان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها قال أبو هريرة ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الله إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب وقال مرة إذا مشى تقلع قلت والتقلع الارتفاع من الأرض بجملته كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة وهي مشية مذمومة قبيحة وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج وهي مشية مذمومة أيضا وهي دالة على خفة عقل صاحبها ولا سيما إن كان يكثر الإلتفات حال مشيه يمينا وشمالا وإما أن يمشي هونا وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهم بها في كتابه فقال (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) الفرقان 63 قال غير واحد من السلف: بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت وهي مشية رسول الله فإنه مع هذه المشية كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له حتى كان الماشي معه يجهد نفسه ورسول الله غير مكترث وهذا يدل على أمرين أن مشيته لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة بل مشيه أعدل المشيات والمشيات عشرة أنواع هذه الثلاثة منها والرابع: السعي والخامس: الرمل وهو: أسرع المشي مع تقارب الخطا، ويسمى الخبب وفي الصحيح من حديث ابن عمر أن النبي خب في طوافه ثلاثا ومشى أربعا السادس: النسلان وهو العدو الخفيف الذي لا يزعج الماشي ولا يكرثه وفي بعض المسانيد أن المشاة شكوا إلى رسول الله من المشي في حجة الوداع فقال استعينوا بالنسلان والسابع: الخوزلى وهي مشية التمايل وهي مشية يقال إن فيها تكسرا وتخنثا والثامن: القهقري وهي المشية إلى وراء والتاسع: الجمزى وهي مشية يثب فيها الماشي وثبا والعاشر: مشية التبختر وهي مشية أولي العجب والتكبر وهي التي خسف الله سبحانه بصاحبها لما نظر في عطفيه وأعجبته نفسه فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة، وأعدل هذه المشيات مشية الهون والتكفؤ، وأما مشيه مع أصحابه فكانوا يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول: دعوا ظهري للملائكة ولهذا جاء في الحديث وكان يسوق أصحابه وكان يمشي حافيا ومنتعلا وكان يماشي أصحابه فرادى وجماعة ومشى في بعض عزواته مرة فدميت أصبعه وسال منها الدم فقال: هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت، وكان في السفر ساقة أصحابه يزجي الضعيف ويردفه ويدعو لهم ذكره أبو داود.

الفائدة 17: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 169ـ:

وكان هديه في حلق الرأس تركه كله أو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه ويدع بعضه، ولم يحفظ عنه حلقه إلا في نسك

الفائدة 18: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 182ـ:

وكان أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بهذ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراده الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي قالت عائشة: ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه. وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثا ليعقل عنه، وكان إذا سلم سلم ثلاثا، وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كره الشيء عرف في وجهه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر.

==================

أحل الكفر بالإسلام ضيما ** يطول به على الدين النحيب

فحق ضائع وحمى مباح ** وسيف قاطع ودم صبيب

وكم من مسلم أمسى سليبا ** ومسلمة لها حرم سليب

وكم من مسجد جعلوه ديرا ** على محرابه نصب الصليب

أمور لو تأملهن طفل ** لطفّل في مفارقه المشيب

وتسبى المسلمات بكل ثغر ** وعيش المسلمين إذا يطيب

أما لله والإسلام حق ** يدافع عنه شبان وشيب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير