تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما قبول الهدية منهم يوم عيدهم فقد قَدَّمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أُتِي بِهَدِية النيروز، فَقَبِلَها.

وروى ابن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه أن امرأة سألت عائشة قالت: إن لنا أظآرا من المجوس، وإنه يكون لهم العيد، فيهدون لنا. فقالت: أما ما ذُبِح لذلك اليوم فلا تأكلوا، ولكن كُلوا مِن أشجارهم.

وقال: حدثنا وكيع عن الحكم بن حكيم عن أمه عن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس، فكانوا يُهدون له في النيروز والمهرجان، فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة فَكُلُوه، وما كان من غير ذلك فَرُدّوه. فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع مِن قبول هديتهم، بل حكمها في العيد وغيره سواء؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كُفْرهم، لكن قبول هدية الكفار من أهل الحرب وأهل الذمة مسألة مستقلة بنفسها فيها خلاف وتفصيل ليس هذا موضعه. وإنما يجوز أن يُؤكل مِن طعام أهل الكتاب في عيدهم، بابْتِياع أو هدية، أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد، فأما ذبائح المجوس فالْحُكْم فيها معلوم، فإنها حرام عند العامة. اهـ.

والله تعالى أعلم

الاجوبة منقولة عن فضيلة الشيخ

عبد الرحمن السحيم

عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض

حفظه الله

*********************************************

السؤال

هل اكل الطعام المعد للمولد النبوي جائز ام لا؟

وكذلك عمرة المولد النبوي " والتي اصطلح على تسميتها هكذا لإرتباطها بالمولد؟

وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

الحمد لله ربّ العالمين, والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاّ على الظالمين, وبعد:

اعلم أخي الحبيب, هداني الله وإياك لمعرفة الحقّ والعمل به, أنّ الاحتفال بالمولد النبويّ من الأعياد المبتدعة - ولست في مقام سرد الأدلة الشرعية على بدعيته -.

فإذا تقرّر هذا فاعلم أنه قد تباينت مظاهر الاحتفال بهذا المولد, وتنوّعت, وبتمحيص النظر يظهر لي - والله أعلم - أنها ترجع إلى ثلاثة أنواع, وهي:

1 - أعمال مشروعة في أصلها:

مثل إحياء المولد بحلق الذكر وقراءة القرآن وتدارس سيرته صلى الله عليه وسلم في المساجد وغيرها.

ومن ذلك ما يسمى بعمرة المولد.

وحكم هذا القسم: أنّه من البدع الإضافية, لأنّ الشرع لا يجيز تخصيص مكان أو زمان بعبادة معيّنة إلا بدليل شرعي.

قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي, ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام"] رواه مسلم [.

فالصيام والقيام مشروعان في الأصل ولكن صار هذا الفعل مذموماً لتخصيصها بيوم لم يخصه الشرع بذلك.

2 - أعمال محرّمة في أصلها

:مثل إحياء المولد بالرقص والغناء, والمفرقعات, والشموع وغيرها من الأعمال المحرّمة.

وهذا القسم لا شكّ في تحريمه, لاشتماله على المعاصي والتبذير المذموم شرعاً.

3 - أعمال مباحة في أصلها:

مثل فعل بعض الناس من تخصيص المولد بأنواع من المأكولات والأطعمة والأشربة ونحوها.

وحكم هذا القسم: أنّه محرّم لأنه:

- لما كان هذا الاحتفال مبتدعاً كان ما يلحق به من أعمال داخل في حكمه, لأنَّ «تَوَابِعَ الشَّيْءِ مِنْهُ»، ويُلْحَقُ حكمه به جريًا على قاعدة: «التَّابِعُ تَابِعٌ».

- ولأن صنع هذه الأطعمة أو قبولها ممن أهديت له, أو أكلها, هي نوع إقرار لهذه البدعة ومشاركة لأصحابها.

- أنّ صنّاع هذه الأطعمة من خبازين وطباخين وخلافهم, متعاونون على الإثم والعدوان, ومروجون لهذه البدعة, والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.

وعليه لا ينبغي للمرء أن يشارك في صنع هذه الأطعمة, ومن أهديت له فلا يقبلها ولا يأكلها, بل يردّها مع بين حكم الله فيها.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

كتبه وحرّره: أبو يزيد سليم بن صفية المدني الجزائري.

************************************************** *******

حكم شراء حلوى المولد النبوى

كنت اود ان اسال عن حكم شرائها؟؟ حيث انى اشعر انها معاونة على البدعه ولكنى لا اعلم الادلة او صحة الامر

وما حكم اكلها اذا اهديت الى مثلا؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلوى جزء من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي

وللأسف الشديد فإن مظاهر الاحتفال بالمولد انتشرت في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة

وساهم الإعلام الفاسد ببروز هذه الاحتفالات، كما ساهم باحتفالات الرافضة بيوم عاشوراء

وإذا كان جهلة الإعلاميين نقلوا هذه الصور واللقطات للعالم كله، فإن هذا الأمر تسبب في تشويه صورة الإسلام.

ولا أشك أن شراء تلك الحلوى أو أي شيء يتعلق بالمولد ماهو إلا قبول له أو على الأقل تهاون فيه.

فالأظهر أنه لا يجوز

والله أعلم

الشيخ محمد العويد

************************************************** *****

وأخيرا من كلام طويل لشيخ الإسلام رحمه الله عن الأعياد في الإقتضاء:

(وأما الإحساس بفتور الرغبة فيجده كل أحد فإنا نجد الرجل إذا كسا أولاده أو وسع عليهم في بعض الأعياد المسخوطة فلا بد أن تنقص حرمة العيد المرضي من قلوبهم حتى لو قيل بل في القلوب ما يسع هذين قيل لو تجردت لأحدهما لكان أكمل) أهـ

وقد قال أيضاً رحمه الله:

( ... والشرائع هي غذاء القلوب وقوتها كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ويروى مرفوعا إن كل آدب يحب أن تؤتى مأدبته وإن مأدبة الله هي القرآن ومن شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم وربما ضره أكله أو لم ينتفع به ولم يكن هو المغذي الذي يقيم بدنه فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه به ويكمل إسلامه) أهـ.

************************************************** ***********

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير