تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم كان يكبر ويخر ساجدا ولا يرفع يديه وقد روي عنه أنه كان يرفعهما أيضا وصححه بعض الحفاظ كأبي محمد بن حزم رحمه الله وهو وهم فلا يصح ذلك عنه البتة والذي غره أن الراوي غلط من قوله كان يكبر في كل خفض ورفع إلى قوله كان يرفع يديه عند كل خفض ورفع وهو ثقة ولم يفطن لسبب غلط الراوي ووهمه فصححه والله أعلم (نقل المحقق عن بدائع الفوائد للمؤلف4/ 89 ونقل عنه الأثرم (الأمام أحمد) وقد سئل عن رفع اليدين فقال في كل خفض ورفع، قال الأثرم: رأيت أبا عبد الله يرفع يديه في الصلاة في كل خفض ورفع).

الفائدة 41: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 223ـ:

وكان يضع ركبتيه قبل يديه ثم يديه بعدهما ثم جبهته وأنفه هذا هو الصحيح الذي رواه شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رأيت رسول الله إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ولم يرو في فعله ما يخالف ذلك وأما حديث أبي هريرة يرفعه إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه فالحديث والله أعلم، قد وقع فيه وهم من بعض الرواة فإن أوله يخالف آخره فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد برك كما يبرك البعير فإن البعير إنما يضع يديه أولا ولما علم أصحاب هذا القول ذلك قالوا: ركبتا البعير في يديه لا في رجليه فهو إذا برك وضع ركبتيه أولا فهذا هو المنهي عنه وهو فاسد لوجوه: أحدها: أن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولا وتبقى رجلاه قائمتين فإذا نهض فإنه ينهض برجليه أولا وتبقى يداه على الأرض وهذا هو الذي نهى عنه وفعل خلافه وكان أول ما يقع منه على الأرض الأقرب منها فالأقرب وأول ما يرتفع عن الأرض منها الأعلى فالأعلى وكان يضع ركبتيه أولا ثم يديه ثم جبهته وإذا رفع رفع رأسه أولا ثم يديه ثم ركبتيه، وهذا عكس فعل البعير وهو نهى في الصلاة عن التشبه بالحيوانات فنهى عن بروك كبروك البعير والتفات كالتفات الثعلب وافتراش كافتراش السبع ونقر كنقر الغراب ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمس، فهدي المصلي مخالف لهدي الحيوانات الثاني: أن قولهم ركبتا البعير في يديه كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة وإنما الركبة في الرجلين وإن أطلق على اللتين في يديه اسم الركبة فعلى سبيل التغليب. الثالث: أنه لو كان كما قالوه لقال فليبرك كما يبرك البعير وإن أول ما يمس الأرض من البعير يداه وسر المسألة: أن من تأمل بروك البعير وعلم أن النبي نهى عن بروك كبروك البعير علم أن حديث وائل بن حجر هو الصواب والله أعلم، وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله ولعله وليضع ركبتيه قبل يديه، كما انقلب على بعضهم حديث ابن عمر إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فقال ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال، وكما انقلب على بعضهم حديث لا يزال يلقى في النار فتقول هل من مزيد إلى أن قال وأما الجنة فينشىء الله لها خلقا يسكنهم إياها فقال: وأما النار فينشىء الله لها خلقا يسكنهم إياها، حتى رأيت أبا بكر بن أبي شيبة قد رواه كذلك فقال ابن أبي شيبة: حدثنا محمد ابن فضيل عن عبدالله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة عن النبي قال: إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك كبروك الفحل، ورواه الأثرم في سننه أيضا عن أبي بكر كذلك وقد روي عن أبي هريرة عن النبي ما يصدق ذلك ويوافق حديث وائل بن حجر قال ابن أبي داود: حدثنا يوسف بن عدي حدثنا ابن فضيل هو محمد عن عبدالله ابن سعيد عن جده عن أبي هريرة أن النبي كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه، وقد روى ابن خزيمة في صحيحه من حديث مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنا نضع اليدين قبل الركعتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين وعلى هذا فإن كان حديث أبي هريرة محفوظا فإنه منسوخ، وهذه طريقة صاحب المغني وغيره، ولكن للحديث علتان: إحداهما: أنه من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل وليس ممن يحتج به، قال النسائي: متروك وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا لا يحتج به، وقال ابن معين: ليس بشيء. الثانية: أن المحفوظ من رواية مصعب بن سعد عن أبيه هذا إنما هو قصة التطبيق وقول سعد: كنا نصنع هذا فأمرنا أن نضع أيدينا على الركب، وأما قول صاحب المغني: عن أبي سعيد قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا أن نضع الركبتين قبل اليدين فهذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير