تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والله أعلم وهم في الاسم وإنما هو عن سعد وهو أيضا وهم في المتن كما تقدم وإنما هو في قصة التطبيق والله أعلم، وأما حديث أبي هريرة المتقدم فقد علله البخاري والترمذي والدارقطني قال البخاري: محمد بن عبدالله بن حسن لا يتابع عليه، وقال لا أدري اسمع من أبي الزناد أم لا، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث أبي زناد إلا من هذا الوجه، وقال الدارقطني تفرد به عبدالعزيز الدراوردي عن محمد بن عبدالله ابن الحسن العلوي عن أبي الزناد، وقد ذكر النسائي: عن قتيبة حدثنا عبدالله بن نافع عن محمد بن عبدالله بن الحسن العلوي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي ? قال: يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل ولم يزد قال أبو بكر بن أبي داود: وهذه سنة تفرد بها أهل المدينة ولهم فيها إسنادان هذا أحدهما والآخر عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر عن النبي ?قلت أراد الحديث الذي رواه أصبغ بن الفرج عن الدراوردي عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه ويقول كان النبي يفعل ذلك رواه الحاكم في المستدرك من طريق محرز بن سلمة عن الدراوردي وقال على شرط مسلم وقد رواه الحاكم من حديث حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أنس قال رأيت رسول الله ? انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه قال الحاكم على شرطهما ولا أعلم له علة، قلت قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث؟ فقال: هذا الحديث منكر انتهى. وإنما أنكره والله أعلم لأنه من رواية العلاء بن إسماعيل العطار عن حفص بن غياث والعلاء هذا مجهول لا ذكر له في الكتب الستة، فهذه الأحاديث المرفوعة من الجانبين كما ترى، وأما الآثار المحفوظة عن الصحابة فالمحفوظ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه ذكره عنه عبدالرزاق وابن المنذر وغيرهما، وهو المروي عن ابن مسعود رضي الله عنه ذكره الطحاوي عن فهد عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن أصحاب عبدالله علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير ووضع ركبتيه قبل يديه، ثم ساق من طريق الحجاج بن أرطاة قال: قال: إبراهيم النخعي حفظ عن عبدالله بن مسعود أن ركبتيه كانتا تقعان على الأرض قبل يديه، وذكر عن أبي مرزوق عن وهب عن شعبة عن مغيرة قال: سألت إبراهيم عن الرجل يبدأ بيديه قبل ركبتيه إذا سجد؟ قال: أو يصنع ذلك إلا أحمق أو مجنون، قال ابن المنذر وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب فمن رأى أن يضع ركبتيه قبل يديه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبه قال النخعي ومسلم بن يسار والثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو حنيفة وأصحابه وأهل الكوفة، وقالت طائفة: يضع يديه قبل ركبتيه قاله مالك وقال الأوزاعي أدركنا الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم، قال ابن أبي داود وهو قول أصحاب الحديث، قلت: وقد روي حديث أبي هريرة بلفظ آخر ذكره البيهقي وهو إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه على ركبتيه، قال البيهقي: فإن كان محفوظا كان دليلا على أنه يضع يديه قبل ركبتيه عند الإهواء إلى السجود وحديث وائل بن حجر أولى لوجوه: أحدها: أنه أثبت من حديث أبي هريرة قاله الخطابي وغيره. الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدم فمنهم من يقول فيه وليضع يديه قبل ركبتيه ومنهم من يقول بالعكس ومنهم من يقول وليضع يديه على ركبتيه ومنهم من يحذف هذه الجملة رأسا. الثالث: ما تقدم من تعليل البخاري والدارقطني وغيرهما. الرابع: أنه على تقدير ثبوته قد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ قال ابن المنذر: وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ وقد تقدم ذلك. الخامس: أنه الموافق لنهي النبي عن بروك كبروك الجمل في الصلاة بخلاف حديث أبي هريرة. السادس: أنه الموافق للمنقول عن الصحابة كعمر بن الخطاب وابنه وعبدالله بن مسعود ولم ينقل عن أحد منهم ما يوافق حديث أبي هريرة إلا عن عمر رضي الله عنه على اختلاف عنه. السابع: أن له شواهد من حديث ابن عمر وأنس كما تقدم وليس لحديث أبي هريرة شاهد فلو تقاوما لقدم حديث وائل بن حجر من أجل شواهده فكيف وحديث وائل أقوى كما تقدم. الثامن: أن أكثر الناس عليه والقول الآخر إنما يحفظ عن الأوزاعي ومالك وأما قول ابن أبي داود: إنه قول أهل الحديث، فإنما أراد به بعضهم و إلا فأحمد والشافعي وإسحاق على خلافه. التاسع: أنه حديث فيه قصة محكية سيقت لحكاية فعله فهو أولى أن يكون محفوظا لأن الحديث إذا كان فيه قصة محكية دل على أنه حفظ. العاشر: أن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره فهي أفعال معروفة صحيحة وهذا واحد منها فله حكمها ومعارضه ليس مقاوما له فيتعين ترجيحه والله أعلم.

الفائدة 42: قال ابن القيم ـ زاد المعاد ج: 1 ص: 232ـ:

وكان النبي يسجد على جبهته وأنفه دون كور العمامة، ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن، ولكن روى عبدالرزاق في المصنف من حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله

يسجد على كور عمامته. وهو من رواية عبدالله بن محرر وهو متروك، وذكره أبو أحمد الزبيري من حديث جابر ولكنه من رواية عمر بن شمر عن جابر الجعفي متروك عن متروك، وقد ذكر أبو داود في المراسيل: أن رسول الله رأى رجلا يصلي في المسجد فسجد بجبينه وقد اعتم على جبهته فحسر رسول الله عن جبهته.

==================

لولا التخوف للعواقب لم تزل ** للحاسد النعمى على المحسود

وإذا أراد الله نشر فضيلة ** طويت أتاح لها لسلن حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت ** ماكان يعرف طيب عرف العود

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير