تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=66%20&nAya=6)}

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلكم راع، وكل راع مسئول عن رعيته. فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع وهو مسئول عن رعيته)) راع على أهل بيته، راع على أولاده، راع على نسائه. مسئول عنهم عند الله تعالى.

وإذا أهملهم وخلى سبيلهم وترك لهم الحبل على الغارب، وترك النساء يخرجن في غاية من التجمل ونحو ذلك فإنه يكون بذلك محاسبا عند الله تعالى. فإذا احتجن إلى الخروج فليخرج معهن وليهن أو أحد أقاربهن، سواء خرجن قريبا أو بعيدا. فإذا خرجن بعيدا واحتجن إلى ركوب في سيارة فلا يخرجن ولا يركبن مع أجنبي دون أن يكون معهن محرم سيما إذا كان هناك خلوة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)) وكذلك أيضا قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)) فيكون المحرم هو المسئول إذا خرجت المرأة بدون محرم وركبت مع سائق أجنبي.

وكذلك نقول: إن على الإنسان أن يشعر بأنه إذا سعى في إصلاح أهله ونسائه فإنه مثاب على ذلك. يثيبه الله تعالى على سعيه وعلى إصلاحه؛ حيث إن أهل بيته نساء صغارا أو كبارا يتربين تربية صالحة، ويبتعدن عن المشتبهات، ويبتعدن عن التشبه بالكافرات أو بالفاجرات أو ما أشبه ذلك. وأن ترك التربية والتعليم وترك الحجر على أيدي النساء السفيهات سبب لانتشار الفوضى، والفواحش، التي يكون من أسبابها انتشار الزنا ومقدماته وما يترتب عليه.

وهذا الذي يهدف إليه أولئك الدعاة الضلال؛ أولئك الذين يدعون إلى خروج المرأة وإلى تبرجها وإلى سفورها. الهدف الأكبر الذي يظهر من هؤلاء هو أن يتمكنوا من نيل شهواتهم وغرائزهم المحرمة. هذا هو الغالب، وإلا فليس ذلك رحمة بالنساء كما يقولون، وليس ذلك غيرة على الإسلام أو على المسلمين، وأن الإسلام ظلم المرأة وقهرها وضيق الخناق عليها.

وكذلك أيضا نتواصى فنقول: إن على أولياء الأمور إبعاد الشرور عن بيوتهم إبعاد الأجهزة التي تجلب إليهم الشر، كأجهزة استقبال القنوات الفضائية وما فيها من الأفلام الخليعة والصور الفاتنة. حيث يوجد فيها صور الرجال والنساء عراة أو شبه العراة. أو يوجد فيها الرجل يمس المرأة أو يقبلها أو يباشرها ويضمها أمام الناظرين. لا شك أن هذا أيضا سبب لانتشار الفساد. المرأة إذا رأت أولئك الرجال أمامها في تلك الشاشة فإنها ضعيفة، قد لا تملك نفسها. كذلك أيضا على أولياء الأمور إبعاد آلات الغناء ونحوها من الأجهزة التي تجلب الغناء، لما يكون في الغناء من تشبيب ومن تمايل ومن ترنح، وما يترتب على هذه الأغاني من شرور وفساد يدفع إلى المنكرات. لا شك أن هذا كله من الأسباب التي تجلب الفساد.

وإذا شعر المسلم بأنه محاسب ومسئول عن أهل بيته؛ فإنه يبعد أسباب الفساد بقدر ما يستطيع، ويطهر بيته ويغار على نسائه. فإن الغيرة التي هي الحماسة والأنفة والعصبية المحمودة من أسباب حفظ الإنسان بيته وحفظه أهل بيته ومحافظته عليهم. وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- غيورا. ولما قال له سعد بن عبادة -رضي الله عنه- لو وجدت مع امرأتي رجلا لضربته بالسيف غير مصفح. فقال صلى الله عليه وسلم: ((أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير منا)).

فالغيرة هي الأنفة، الغيرة هي الحمية، الغيرة هي الحماسة التي تحمل الإنسان الغيور على أن يغار على أهله، يغار على نسائه. فإذا رأى نساءه أقمن على شيئ من هذه المنكرات حرص على إزالة ذلك وعلى إبعاده شيئا فشيئا. وحماية أهله من هذه الأجهزة التي تفسد الأخلاق، وتجلب إليهم الشرور أو توقعهم فيها.

كذلك أيضا يحرص على إبعاد مولياته عن النساء اللاتي يفسدن. فإن كثيرا من النساء اللاتي فسدن أو أقبلن أو قاربن الفساد إذا رأين تلك المرأة المحتشمة المتسترة المتعففة أخذن يعبنها، ويقلن: أنت متأخرة، وزوجك مضيق عليك، وزوجك لا يصلح، لماذا يمنعك من كذا وكذا؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير