تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال آل الشيخ في تعقيب على محاضرة الشيخ صالح السدلان في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض الخميس الماضي،

إن تلك الطريقة الهزلية استعملها بعض الدعاة، ويعتقدون أنها تجلب قلوباً كثيرة من المنحرفين، من خلال تجربتهم لها واستفادتهم منها كما يدعون، لكن الأولى أن تكون الدعوة جدية، وأصلها الجد والقوة وبيان الحق.

وأضاف: «الداعي لمثل هذه التصرفات من بعض الدعاة التي يرون أنها مناسبة، ينبغي لهم ألا يسف أي لا يهبطوا بالقصص، وقد يسلك منهم طريق الكذب ويأتي بقصة ينسجها خيالية لا أصل لها يريد أن يقربهم من الله، وبعضهم يضحكهم بقصص وأصوات غريبة مثل النساء والمسنين والبهائم يرون أن هذه وسيلة لجذب الناس»،

مشيراً إلى أن تلك الأمور ينبغي أن يحكمها عقل وإذا استعمل شيئاً من هذا فليكن في اعتدال، ولا تكون المحاضرة كلها فكاهية وضحك، خشية ذهاب بهاء المحاضرة والعبادة والخوف من الله.

وذكر أن تحول المحاضرة إلى وسائل ضحك يفقدها لبها، مطالبهم بالانضباط، بقوله: «لا نحب أن يخرجوا عن الحق المستقيم إلى أن نجعل المحاضرة ضحكاً وأصواتاً مزعجة، وتفكهات، وصراخاً وتصفيقاً، وثرثرة».

،،

وهذا رد أحد في الأخوات في الخبر (غلا الفوزان)

سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان حفظه الله تعالى السؤال التالي:

“اتخذ بعض الدعاة الضحك طريقة ووسيلة لدعوة الناس للهداية والتوبة إلى الله من خلال المحاضرات والكلمات التي يلقونها ما حكم هذا في الدعوة إلى الله؟

الجواب:

ما صار المزح والضحك في يوم من الأيام من الدعوة إلى الله! الدعوة إلى الله تكون بالكتاب والسنة وبالوعظ والتذكير أما المزح والضحك فهذا يميت القلوب ويصير الناس يضحكون ويمزحون ويأتون إلى هذا المكان لا من أجل الدعوة يأتون من أجل الترويح! وهذا لا يصلح أبداً وليست هذه بطريقة دعوة وإنما طريقة ترويح”.

وسئل حفظه الله تعالى السؤال التالي:

“هل القيام بدعوة الناس إلى دين الله عن طريق تقليد أصوات النساء وحفظ أغاني المطربين والضحك والسخرية من لغات بعض الشعوب وتسجيل ذلك وجعله في أشرطة ونشره بين الناس هل هذه دعوة على منهج الكتاب والسنة؟ أرجو التوضيح في ذلك لأن هذا الأمر بدأ يجتمع في بعض الأوساط.

الجواب:

هذه مهزلة ولا تنسب إلى الدعوة إلى الله عز وجل، الدعوة إلى الله جد وصدق من الكتاب والسنة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ولا يدخل فيها الهزليات والضحك وتقليد أصوات النساء والتمثيليات كل هذا من الخزعبلات، ما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا دعا الصحابة ولا من بعدهم بهذه الطرق المحدثة التي يسمونها وسائل دعوة”

انتهى كلامه من كتاب الإجابات المهمة في المشاكل الملمة (1/ 139 - 140).

لقد أنزل الله تعالى كتابه ليكون {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} [لقمان: 3]،

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]،

وامر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجاهد بالقرآن فقال: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 51]،

وأمره أن يذكر بالقرآن تخويفا وموعظة فقال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45]،

وبين حال المؤمنين عند سماع القرآن فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].

فأين هؤلاء الدعاة من هذه الآيات؟

لماذا أعرضوا عنها واستبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير؟

قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: 51] ”.

“الكذب ليس من وسائل الدعوة بل هو مما يسقط عدالة الرجل”

من المؤسف جدا أن بعض الدعاة يستعمل الكذب وسيلة من وسائل الدعوة!

وقد لبس عليهم إبليس فأخذوا يكذبون في سرد قصص ووقائع لا حقيقة لها فنجدهم يزعمون أن كثيرا من الناس قد تابوا على أيديهم وأنهم سافروا ودعوا الناس وحقق الله على أيديهم من الكرامات والهدايات ما لا يحصيه إلا الله تعالى!

وهذا إما كذب صريح أو مبالغة قبيحة وأسوأ من ذلك إذا كان رياء وسمعة بل ومن العجائب قول بعضهم إنما نكذب على الناس لنصلح بينهم وبين خالقهم فإذا كان الكذب بين الاثنين للإصلاح جائز فمن باب أولى جواز الكذب للإصلاح بين الخالق والمخلوق!

وفاتهم بأن هذا الأسلوب لو كان مشروعا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الحقيقة أن أحدهم يكذب ويكذب حتى والعياذ بالله يكتب عند الله كذابا، والكذاب ساقط العدالة لا يؤخذ كلامه وليس أهلا لأن يكون داعياً إلى الله تعالى.

“ساقط المروءة لا يصلح أن يكون داعياً إلى الله تعالى”

الدعوة إلى الله تعالى من أجل وأعظم وأفضل الأعمال الصالحة قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]،

والجواب لا أحد أحسن ممن يدعو إلى الله تعالى!

بل الدعوة إلى الله من مهمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ومهمة اتباع الرسل غير أنها- أي الدعوة إلى الله- لا يصلح أن يقوم بها من لا مروءة له من أمثال أولئك الذين تواتر عنهم تقليد أصوات النساء وذكر أسماء المغنيات والممثلات الساقطات، بل وبعضهم يذكر شيئا من أغانيهن وما استجد منها ولسان حاله يدل على متابعة كل جديد وربما زعم أن هذا من “فقه الواقع”.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير