وواللهِ واللهِ أيماناً مكررةً لولا ما أُحَاذرُ من مفاسدِ فضحِ هؤلاءِ وكشفِ قبائحهم لسمَّيتُهم بأسمائهم لا لمجرَّدِ الفضحِ والنكايةِ والتشهير (فَمَنْ يعِبْ أَخَاهُ يوماً يُعَبِ) ولكن للذبِّ عن حياضِ العلمِ الطاهرةِ أن ينالها مساسٌ بعبثٍ يزعمهُ أولئك دعوةً وعلماً , ولِيتواصى الناسُ بهجرهم وإيناسِ الثكالى المتوجعاتِ المتفطرة قلوبهنَّ ببديع استنباطهمُ الذي يهشُّ لهُ الغمُّ ويضحكُ منهُ الحزَنُ ويقهقهُ لهُ البؤسُ والنحْسُ ولا أخافُ من هذه التصرفاتِ عقباها بل أرجو خيرها وجنَاها , وأترقَّبُ ثوابها ومغناها ولكنِّي وازنتُ بين مصلحتي الكشف وهتك الستر وبين الإجمال في المقال دون تحديد أو تنصيصٍ فكانتِ الآخرةُ خيراً عندي من الأولى , ولعذابُ الاخرةِ لهم - إن لم يتوبوا وينتهوا - أشدُّ وأبقى من مثل هذه الأسطر, والله تعالى المستعانُ وحدهُ.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيك ورفع الله قدرك
وهذا مقال أعجبني لأحد الأخوة في الملتقى قريب ممن ذكره اخي ابا زيد بارك الله فيه
المصطلحات الشوارعية والدعاة الجدد
إن ثمرة دعوتنا للناس وخطابنا لهم تتحقق حين يفهمون الخطاب ويعقلونه، ثم يتحول الأمر إلى سلوك عملي واستجابة.
لا تستغرب إن قلت لك أخي الكريم أن هناك أشخاص يتحدثون ويدعون إلى الخير لكن بطرق غريبة، لا يمكن لشخص عاقل أن يتقبلها، ولن يتقبل هذه الطريقة إلا من يريد الهمز واللمز بالدين وأهل الدين.
إن بعض الدعاة التائبين من بحور الرذيلة، تحمسوا واجتهدوا وأخطأوا حينما خاطبوا المجتمع بخطاب إسلامي على الطريقة الشوارعية واستخدموا مصطلحات تلك الحارة التي كانوا يرتعون في جنباتها وتلك الشلة التي كانوا يتحدثون معهم بتلك المصطلحات، وإن اعتبرنا أن هذه المصطلحات تخل بالذوق العام في الألفاظ، وتخدش مشاعر الصالحين، فمن الأولى عدم استخدامها في مسائل الدين، ولا سيما في الأمور التي تحث المجتمع على الطاعة والتقرب إلى الله.
لقد سمعت من أحد هؤلاء الدعاة الصالحين وهو يتحدث عن الحور العين لمجموعة من الشباب " يا لله يا شباب توبوا إلى الله وكل واحد يصير له خويه بالجنة " لا أدري هل هذا الدعاية يعرف الفرق بين الخوية والزوجة، ثم إذا عرف الفرق هل سمع بقول الله تعالى (وزوجناهم بحور عين) وسمعت أيضا من يقول " يوم القيامة يا شباب كل واحد يروح يبحث عن رديفه بالجنة " هل علم هذا الداعية معنى كملة رديف، وظني فيه انه يعلمها من خلال جاهليته السابقة، والرديف مصطلح شبابي شوارعي يعني به حبيبه الذي يتمناه في كل شيء والعياذ بالله.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال (الحياء والعي شعبتان من الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من النفاق) رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي: والعي قلة الكلام، والبذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان هو كثرة الكلام.
وأتساءل:- ما الذي يدفع هؤلاء الدعاة الجدد إلى هجر المصطلحات الشرعية؟؟!!
والبحث عن مصطلحات شوارعية!!
نسأل الله السلامة والعافية.
كتبه /
علي الغامدي ...
http://www.almisq.net/articles-action-show-id-445.htm
ـ[أبو آثار]ــــــــ[25 - 03 - 10, 07:31 ص]ـ
يقول الشيخ محمد حسان حفظه الله إن منهج الدعوة الى الله توقيفي لم يدعه الله لنبي من الانبياء فضلا عن داعية من الدعاة
وأصول هذ النهج لا تختلف باختلاف الزمان والمكان ولكن قد تختلف الوسيلة من مكان لآخر ومن زمان لآخر وبحسب حال المدعوين:-
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) انتهى كلامه ((شرح الاصول الثلاثة))
ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه استخدم المزاح للدعوة إلى الله وهنا فرق بين أنه ورد عنه أنه كان يمازح اهله واصحابه وبين أن يجعل المزاح منهجا له ووسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
بل إنه كان إذا وعظ الناس احمر وجهه وتهدج صوته
وكان يقول أنا النذير العريان ... أنا نذير جيش صبحكم ومساكم ... إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
ـ[عضيدان]ــــــــ[25 - 03 - 10, 11:07 ص]ـ
قال بن الجوزي في صيد الخاطر
إذا رأى العوام أحد العلماء مترخصاً في أمر مباح هان عندهم، فالواجب عليه صيانه علمه و إقامة قدر العلم عندهم.
فقد قال بعض السلف: كنا نمزح و نضحك، فإذا صرنا يقتدى بنا فما أراه يسعنا ذلك.
و قال سفيان الثوري: تعلموا هذا العلم و اكظموا عليه، و لا تخلطوه بهزل فتمجه القلوب.
فمراعاة الناس لا ينبغي أن تنكر.
و قد قال صلى الله عليه و سلم لعائشة: لو لا حدثنا قومك في الكفر لنقضت الكعبة و جعلت لها بابين.
و قال أحمد بن حنبل في الركعتين قبل المغرب: [رأيت الناس يكرهونهما فتركتهما].
و لا تسمع من جاهل يرى مثل هذه الأشياء رياء، إنما هذه صيانة للعلم.
و بيان هذا أنه لو خرج العالم إلى الناس مكشوف الرأس أو في يده كسرة يأكلها قل عندهم و إن كان مباحاً، فيصير بمثابة تخليط الطبيب الآمر بالحمية.
فلا ينبغي للعالم أن ينبسط عند العوام حفظاً لهم، و متى أراد مباحاً فليستتر به عنهم.
¥