تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صورة لابن تيمية وهو يلقي دروسه!]

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 11:35 ص]ـ

التقطها الحافظ أبو عمر البزار رحمه الله تعالى!

قال:

وأما ذكر دروسه

فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها وكان لا يهييء شيئا من العلم ليلقيه ويورده بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله صلى الله عليه و سلم على صفة مستحسنة مستعذبة لم اسمعها من غيره ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونصر بعضها وتبين صحته أو تزييف بعضها وإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر اسم ناظمها وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه وذلك كله مع عدم فكر فيه أو روية من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض الهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت وكنت اراه حينئذ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول

وكان لا يذكر رسول الله ص - قط الا ويصلي ويسلم عليه ولا والله ما رأيت أحدا اشد تعظيما لرسول الله ص - ولا احرص على أتباعه ونصر ما جاء به منه حتى إذا كان ورد شيئا من حديثه في مسألة ويرى انه لم ينسخه شيء غيره من حديثه يعمل به ويقضي ويفتي بمقتضاه ولا يلتفت الى قول غيره من المخلوقين كائنا من كان وقال رضي الله عنه كل قائل إنما يحتج لقوله لا به ألا الله ورسوله

وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه قد لقيهم حينئذ وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال ولقد كان درسه الذي يورده حينئذ قدر عدة كراريس وهذا الذي ذكرته من أحوال درسه أمر مشهور يوافقني عليه كل حاضر بها وهم بحمد الله خلق كثير لم يحصر عددهم علماء ورؤساء وفضلاء من القراء والمحدثين والفقهاء والأدباء وغيرهم من عوام المسلمين.انتهى

الأعلام العلية - (ص 27)

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:06 م]ـ

تصحيح:

الحافظ البزار اسمه:عمر بن علي بن موسى، وكنيته:أبو حفص.

ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:08 م]ـ

همُ القوْمُ كلُّ القوْمِ في الدّين والتّقى === وَناهِيكَ بالقَوْمِ الذينَ هُمُ هُمُ

اللهم ارحم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة واسعة واجعله مع الذين أنعمت عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 03 - 10, 12:41 م]ـ

سبحان الله أشعار وأدلة بلا نظر في كتاب ولا تحضير للدرس!

لكن أنا فهمت أن يشرح الدرس وهو مغمض عينيه هل صحيح فهمي؟؟

ـ[محمد الجروان]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:21 م]ـ

سبحان الله أشعار وأدلة بلا نظر في كتاب ولا تحضير للدرس!

لكن أنا فهمت أن يشرح الدرس وهو مغمض عينيه هل صحيح فهمي؟؟

نعم

حتى ان شيخنا عبدالله العبيلان يشرح بنفس الطريقه - مغمض العينين - و ذكر لي بعض الاخوه ان ذلك تاثرا بشيخ الاسلام

ـ[عبدالعزيز بن زيد]ــــــــ[09 - 03 - 10, 05:32 م]ـ

جزاك الله خيراً على هذه المشاركة الطيبة والله إنَّ أمثال هؤلاء الأعلام ليطيب الحال بذكرهم

وهذا شيءٌ مما قاله ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ اللإسلام ابن تيمية رحمه الله في نونيته:

فاقرأ تصانيف الإمام حقيقة شيخ الوجود العالم الرباني

أعني أبا العباس أحمد ذلـ ـك البحر المحيط بسائر الخلجان

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثان

وكذاك منهاج له في رده قول الروافض شيعة الشيطان

وكذاك أهل الاعتزال فإنه أرداهم في حفرة الجبان

وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني

وكذاك أجوبة له مصرية في ست أسفار كتبن سمان

وكذا جواب للنصارى فيه ما يشفي الصدور وإنه سفران

وكذاك شرح عقيدة للأصبها ني شارح المحصول شرح بيان

فيها النبوات التي إثباتها في غاية التقرير والتبيان

والله ما لأولي الكلام نظيره أبدا وكتبهم بكل مكان

وكذا حدوث العالم العلـ ـوي والسفلي فيه في أتم بيان

إلى أن قال:

نصر الإله و دينه وكتابه ورسوله بالسيف والبرهان

أبدى فضائحهم وبيّن جهلهم وأرى تناقضهم بكل زمان

وأصارهم والله تحت نعال أهـ ـل الحق بعد ملابس التيجان

وأصارهم تحت الحضيض وطالما كانوا هم الأعلام للبلدان

ومن العجائب أنه بسلاحهم أرداهم تحت الحضيض الداني

كانت نواصينا بأيديهم فما منا لهم إلا أسير عان

فغدت نواصيهم بأيدينا فما يلقوننا إلا بحبل أمان

وغدت ملوكهم مماليكا لأنصـ ـار الرسول بمنة الرحمن

وأتت جنودهم التي صالوا بها منقادة لعساكر الإيمان

يدري بهذا من له خبر بما قد قاله في ربه الفئتان

والفدم يوحشنا ولكن هناكم فحضوره ومغيبه سيان

فرحمه الله رحمةً واسعةً ورفع قدره في الدارين وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء، وجمعنا به وتلميذه شيخ الإسلام ابن القيم في الفردوس الأعلى من الجنة مع الحبيب محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير