[(وصفة العمر) للشيخ علي بادحدح , برنامج مميز , ليوم حافل:]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 03 - 10, 07:08 ص]ـ
وصفة العمر
د. علي بن عمر بادحدح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
الوصفة عبارة عن مواد وتركيبات علاجية يُوصى بها لعلاج بعض الأمراض، والوصفات العلاجية منتشرة في الأوساط الاجتماعية وخاصة للأمراض الشائعة كالأنفلونزا والسعال والصداع، فما إن يُصاب أحد بشيء من ذلك حتى تنهال عليه الوصفات من المقربين، وأبرز مزايا الوصفات أنها مجربة، فكل من يذكر لك وصفة يقول لك:
إنها مجربة ونتائجها مؤكدة، وكثير من الناس إذا أصابهم عارض صحي بحثوا عن الوصفات، وسألوا المُجربين.
وإذا ما جئنا إلى "وصفة العمر" فإن التحدي تظهر ضخامته بوضوح، بل رُبما يراه بعض الناس مستحيلاً، إذ كيف يُمكن أن تُعطي وصفة تصلح للصغار والكبار، والرجال والنساء في سائر الأوقات، وجميع الأحوال؟!
ومثل هذه الوصفة تحتاج إلى مصداقية ضخمة، فلا تكفي فيها تجربة محدودة لأفراد قليلين، بل لابد من تجربة شاملة، ونتائج كاملة، وينبغي أن تكون المستندات أصيلة لا يختلف أو يعترض عليها أحد، وقد قبلتُ هذا التحدي الهائل، وسأقدم هذه الوصفة الفريدة، ذات المصداقية الأكيدة، والتجارب العديدة، والنتائج المفيدة.
نشأة الوصفة:
نشأت فكرة الوصفة في الخمس الأواخر من رمضان، وبدأتُ في كتابتها في الحرم المكي الشريف، فهي وليدة البقاع المقدسة، والليالي الفاضلة، وهي ومضة من أنوار الصلوات، وشعلة من ضياء التلاوات، وقبس من شعاع الدعوات، إنها ثمرة النفحات الإيمانية، وفيض التجليات الروحانية، وهبة التأملات التعبدية، ومن هنا تكتسب أولى مزاياها التي تمنحها القبول.
فكرة الوصفة:
أساس الوصفة أن كثيراً من المسلمين يعتكفون في العشر الأواخر من رمضان إتباعاً للسنة، وطلباً للأجر، ويجمعون في اعتكافهم بين الصيام والقيام والتلاوة والذكر والدعاء ولزوم المسجد، فليلهم بالصلاة مملوء، ووقتهم بالتلاوة معمور، ولسانهم بالذكر مشغول، وقلبهم بالخالق موصول، وفكرهم بالآخرة متعلِّق، وحالهم بالإيمان متألِّق، وفي نفوسهم سكينة، وفي قلوبهم طمأنينة، يشعرون باللذة، ويحسون بالمتعة، ولو سألت أحدهم عن حاله لأجاب بجواب الأولين:
«والله إننا في لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف»، ومن هنا نشأتْ الفكرة، كيف يُمكن تجديد هذه المعاني وتكرار هذه الأحوال؟!
خلاصة الوصفة:
رمضان لا يتكرر في العام إلا مرة واحدة، ومع ذلك فإننا إذا أردنا تلك النتائج الرائعة والثمار اليانعة فعلينا بتكرار ما سبق، والخلاصة أن تجعل لك في كل شهر يوماً كاملاً تعتكف فيه وتكون في نهاره صائماً، وفي ليله قائماً، وتشغله بالصلوات والدعوات والتلاوات فتُعيد الذكريات، وتُجدد اللذات، وتحقق الأمنيات.
تفصيل الوصفة:
هذه التفصيلات المقترحة تُوضح المطلوب، وتُساعد على التنفيذ:
* اليوم: يفضل أن يكون ذلك في آخر الأسبوع، ويوم الخميس أنسب.
* الوقت: يبدأ من صلاة الظهر أو العصر من يوم الخميس، ويستمر إلى صلاة الفجر أو صلاة الجمعة من يوم الجمعة.
أعمال الوصفة:
* الصيام (صيام يوم الخميس سنة، ويستحب أن يعتكف بصوم).
* الاعتكاف (اعتكاف يوم وليلة صحيح عند جمهور الفقهاء).
* قيام الليل (وهو سنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم).
* صلاة الوتر (وهي سنة مؤكدة أيضاً).
* تلاوة القرآن الكريم (التلاوة من أفضل الأعمال وأكثرها أجراً).
* الذكر والدعاء (وهما مما لازم النبي صلى الله عليه وسلم فعله في كل أحواله وسائر أوقاته).
* الصدقة والإنفاق (والصدقة من العبادات المتعدية التي يُضاعف أجرها وتزداد بركتها).
برنامج الوصفة:
بدء البرنامج بصلاة الظهر يوم الخميس على النحو التالي:
1 - أداء فريضة الظهر مع الجماعة، وأداء السنن القبلية والبعدية لها.
2 - تلاوة قرآنية لمدة ساعة، ومراجعة للحفظ لمدة ساعة.
3 - راحة لمدة نصف ساعة، والاستعداد لصلاة العصر.
4 - أداء فريضة تلاوة قرآنية لمدة ساعة، ومراجعة للحفظ لمدة نصف ساعة.
5 - أذكار المساء والدعاء قبل المغرب بنحو ساعة أو نصف ساعة.
6 - الإفطار وأداء صلاة المغرب وسننها، وتناول قليل من الطعام.
¥