[الأحكام الشرعية في المخنث]
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[10 - 03 - 10, 04:00 م]ـ
[الأحكام الشرعية في المخنث]
المقدمة:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وبعد
ليس إغراباً في البحث،ولكن واقعاً مريراً مشاهداً نعيشه اليوم،وقد كثر عدد هذا الصنف من الناس وصار لهم حضوراً لا ينكره منصف عارف بأحوال الناس ودنياهم، ولا يهمني ما صار إليه الغرب من تردٍ في هذا الوادي المظلم،ولكن الذي يهمني – ويهم كل مسلم غيور – ما صارت إليه طائفة من أمة الإسلام ..
فلقد صرنا لا نفرق بين بعض شبابنا اليوم وبين البنات في المظهر أحياناً،وفي المنطق والملبس في آحاين أخرى ... بل الأدهى والأمر أم تشاهد فتىً يقدم برنامج ديني على قناة – إسلامية!!! - وفيه من التكسر والترقق ما يدفع كل ذي مرؤة سليمة إلى تغيير القناة.
أخي الكريم أردت من هذا البحث أن أقدم جملة كافية من المسائل والأحكام الشرعية المتعلقة بالجنس الثالث – إن صح التعبير – حتى يعلم المتعلم والمتفقه في الدين موقف الشرع من هؤلاء – الأمراض – فيث التعامل والتعبد،وحتى لا يلتبس عليه الأمر في بعض المسائل فتختلط عليه بعض المسائل وقد بثَّ فيها فقهائنا بما هو واضح وجلي ...
وأسأل الله العلي الأعلى التوفيق والسداد والهداية والرشاد للجميع ...
رأفت الحامد بن عبد الخالق
عدن – اليمن
22 - ربيع أول - 1431
اللغة:
(خنث) الخاء والنون والثاء أصلٌ واحد يدلُّ على تكسُّرٍ وتثَنٍّ. فالخَنِث: المسترخِي المتكسِّر. ويقال خَنَثْتُ السِّقاءَ، إذا كسَرْتَ فمه إلى خارج فشرِبْتَ منه. فإن كسَرْتها إلى داخل فقد قَبَعْتَه. وامرأةٌ خُنُثٌ: مُتَثَنِّيةٌ. مقاييس اللغة (2/ 180) لسان العرب (2/ 145) الصحاح في اللغة (1/ 189)
وقال في تاج العروس من جواهر القاموس (5/ 241):
وفي المِصْباح: واسمُ الفاعِل مُخَنِّث بالكسر، واسمُ المَفْعُولِ مُخَنَّثٌ، أَي على القياس.
وقال بعض الأَئمة: خَنَّثَ الرَّجُلُ كلامَه بالتَّثْقِيلِ إِذا شَبَّهَهُ بكلام النِّسَاءِ لِيناً ورَخَامَةً، فالرَّجُلُ مُخَنِّثٌ بالكَسْرِ.
قال شيخُنَا: ورأَيْتُ في بعضِ شروح البُخَارِيّ أَنّ المُخَنّثَ إِذا كانَ المرادُ منه المُتَكَسِّر الأَعضاءِ المُتَشَبِّه بالنّسَاءِ في الانثِناءِ والتَّكَسُّرِ والكلامِ فهو بفتح النون وكسرها، وأَمّا إِذا أُريدَ الذي يَفْعَلُ الفاحِشةَ، فإِنّمَا هو بالفَتْحِ فَقَط، ثم قال؛ والظّاهر أَنّه تَفَقُّهٌ وأَخْذٌ من مثلِ هذا الكلامِ الذي نَقَلَه في المِصْباح، وإِلا فالتَّخْنيثُ الذي هو فِعْل الفاحِشَةِ لا تَعْرفُه العَرَبُ، وليس في شيْءٍ من كلامِهِم، ولا هو المَقْصُودُ من الحَدِيثِ، انتهى.
والخلاصة:
المخنث: بضم الميم وتشديد النون المفتوحة، الرجل المتشبه بالنساء في مشيته وكلامه وتعطفه وتلينه. معجم لغة الفقهاء (1/ 417)
من هو المخنث عند الفقهاء:
المذهب الحنفي:
الْمُخَنَّثِ عِنْدَنَا أَنَّهُ إذَا كَانَ مُخَنَّثًا فِي الرَّدَى مِنْ الْأَفْعَالِ فَهُوَ كَغَيْرِهِ مِنْ الرِّجَالِ بَلْ مِنْ الْفُسَّاقِ يُنَحَّى عَنْ النِّسَاءِ
وَأَمَّا مَنْ كَانَ فِي أَعْضَائِهِ لِينٌ وَفِي لِسَانِهِ تَكَسُّرٌ بِأَصْلِ الْخِلْقَةِ وَلَا يَشْتَهِي النِّسَاءَ وَلَا يَكُونُ مُخَنَّثًا فِي الرَّدَى مِنْ الْأَفْعَالِ فَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ مَشَايِخِنَا فِي تَرْكِ مِثْلِهِ مَعَ النِّسَاءِ. المبسوط (12/ 382) البحر الرائق شرح كنز الدقائق (6/ 50)
المذهب المالكي:
وليس المخنث الذي تعرف فيه الفاحشة خاصة وتنسب إليه وإنما المخنث شدة التأنيث في الخلقة حتى يشبه المرأة في اللين والكلام والنظر والنغمة وفي العقل والفعل وسواء كانت فيه عاهة الفاحشة أم لم تكن وأصل التخنث التكسر واللين فإذا كان كما وصفنا لك ولم يكن له في النساء ارب وكان ضعيف العقل لا يفطن لأمور الناس أبله فحينئذ يكون من غير أولي الإربة الدين أبيح لهم الدخول على النساء.التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (22/ 273)
المذهب الشافعي:
المخنث) من يتخلق بأخلاق النساء في حركة أو هيئة، فإن كان ذلك خلقة فلا إثم.مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (4/ 430)
المذهب الحنبلي:
¥