تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: (لازم تتعب).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 03 - 10, 05:24 م]ـ

الإخوة المشايخ الفضلاء /

أعتذر إليكم أولا .. فقد أكثرت عليكم بمثل هذه الموضوعات التي أفدت منها كثيرا، وأحسب أنها قد تفيد .. وقد لا تفيد.

هذه القاعدة تأملتها كثيرا كثيرا كثيرا .. تأملت في هذه الحياة الدنيا .. في تكاليفها، في مواقفها، في أحداثها، في مناسباتها .. فيمن يعيش فيها، في أفرادها وأُسرها، في تعليمها ووظائفها، في ناجحيها ومجرميها، وفي علماءها وجهالها، في رجالها ونسائها .. في كبارها وصغارها .. إلى آخر قوائمها التي عرضت لصاحبكم أثناء تأمله .. فوجدتهم يشتركون في حالة واحدة لابد أن عاشوها و عايشوها ومرّوا بها وتذوقوها .. ألا وهي: حالة التعب والمشقة ..

وقد سألت نفسي بعد ذلك:

هل يمكن أن يكون أحد من هؤلاء .. لم يمر عليه حالة بؤس أو تعب أو مشقة أو عناء؟! .. لا أخفيكم أني لم أجد ..

بل جميعنا .. الملك، والأمير، والوزير، والعالم، والمعلم، والطبيب، والمهندس، والموظف، والتاجر، والطالب، والخادم، والمخدوم، بل حتى عامل النظافة .. كلهم يتعبون ويكلْفون من الأعمال - أحيانا - مالايطيقون ..

فبدا لي قاعدة يسيرة .. أحسب أنها مفيدة في جانب تحمل المشآق والمصاعب، والصبر على ما فيهما من ألم ثم أمل .. في سبيل الحصول على ما يرضي الله تعالى أولا .. ثم ما يرضي النفس البشرية مما هو مباح لها من الأعمال والوظائف ..

هذه القاعدة أسميتها:

[قاعدة: (لازم تتعب).]

ولو توقفت هنا ثم سألت نفسك .. هل هناك من: قد حاز ما حاز .. مما هو بين يديه بغير تعب؟! .. لكان الجواب المتأكد - غالبا -: لا.

حتى من نظنهم في خير وعافية ورغد عيش .. تأكد أنهم يتعبون في سبيل المحافظة على ما بين أيديهم من هاتيك النعم .. فكلنا نتعب ..

إلا أن التعب يختلف من إنسان لآخر .. ومن حالة لأخرى .. ومن موقف لآخر.

وأمثلة ذلك قد تُبين المقصود:

- تريد أن ترضي الله تعالى .. باتباع أوامره واجتناب نواهيه؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تبرَّ والديك .. كي تفوز بالأجر العظيم والثواب الجزيل؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن ترضي الله تعالى .. بالازدياد من النوافل والرواتب وقيام الليل ونحوها؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تحفظ كتاب الله تعالى .. وتنعم بشرف ذلك؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تكون طالب علم .. ترفع الجهل عن نفسك وعن غيرك .. وتحسُّ لذة العلم وطلبه؟ .. (لازم تتعب).

- ريد أن تكون دكتورا أو مهندسا أو طبيبا .. فتحقق ما في نفسك من مراد؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تنجح في دراستك .. وتحوز الدرجات العليا والمعدل المرتفع؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تحوز على وظيفة مناسبة .. تليق بك وبما تأمل من نفسك؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تترفع في وظيفتك .. ليرتفع قدرك ودخلك؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تتزوج وتبحث عن الزوجة المناسبة التي تعينك على مبتغاك؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تربّي أبنائك على محاسن الأخلاق ومعاليها وتحفّظهم كتاب الله تعالى .. ليرفعوا رأسك دنيا وآخرة؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن ينجح أبنائك ويحوزوا الدرجات العليا والمستويات العالية في الدراسة؟ .. (لازم تتعب).

- تريد أن تصل أرحامك وجيرانك وإخوانك؟ .. (لازم تتعب).

- إذا اعتذر ابنك عن المذاكرة بحجة الصعوبة .. فقل له: الله يعينك (لازم تتعب).

أعيد:

تأكد أن ما حاز من حاز .. ولا ظفر من ظفر .. ولا سبق من سبق .. إلا لأنه تعب وجدّ واجتهد .. في وقت كان غيره - في ذات الوقت - .. نائما أو لا عبا أو متنزها أو مؤانسا لأصحابه .. ثم يريد أن يكون مثله!.

أأبيت سهران الدجى وتبيته**** نوما وتبغي بعد ذلك لحاقي

لا زال في العمر بقية .. والتعب لابد أن يكون .. فمن يسهر في مذاكرة العلم، ومدارسته، وحفظ أحاديثه ومتونه قد يتعب .. ومن يسهر في لهو ولعب ومؤانسة لابد أن يتعب.

وفرق بين التعبين .. وأنا وأنت من نختار .. أصلح الله الأحوال.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 06:15 م]ـ

جزاكم الله خيرًا يا شيخ سامي، وأحسن إليكم، وأراحني الله وإياك والمسلمين الله تعالى في يوم يتعب فيه كثير.

قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير سورة البلد:

قال عُلماؤنا: أوّل ما يكابد قطع سُرَّته، ثم إذا قُمِط قِماطاً، وشَدَّ رِباطاً، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع، ولو فاته لضاع، ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرّك لسانه، ثم يكابد الفِطام، الذي هو أشدّ من اللِّطام، ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان، ثم يكابد المُعَلِّم وصَولَته، والمؤدّب وسياسته، والأستاذ وهَيبته، ثم يكابد شغل التَّزْويج والتعجيل فيه، ثم يكابد شُغْل الأولاد، والخدم والأجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكِبَرَ والهَرَم، وضعف الركبة والقدم، في مصائب يكثر تعدادُها، ونوائب يطول إيرادُها، من صُداع الرأس، ووجع الأضراس، ورمد العين، وغَمَّ الدَّين، ووجع السنّ، وألم الأذن. ويكابِد مِحَناً في المال والنفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضي عليه يوم إلاّ يقاسي فيه شدّة، ولا يكابد إلا مشقة، ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مساءلة المَلَك، وضَغْطة القبر وظلمته، ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقرّ به القرار، إما في الجنة وإما في النار؛ قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا ?لإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير