تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أرى أن هذا الحديث ينطبق على أهل زماننا أكثر من أي زمان مضى؟ .. وإن لم تصدق فـ ...]

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:47 م]ـ

حينما يمن الله عز وجل بالنعمة على قومٍ أو فئةٍ وتأتيهِم بغير مشقة، فقد ترى البعض لا يبالي ولايضبط تلك النعمة بضوابط الشكر التي جائت بها الشريعة إلا من رحم الله، فالماءُ كان في أزمان مضت يحتاج إلى جهدٍ في جَلْبهِ في الغالب، فلذلك تجد كثيرا من الناسِ في ذلك الزمن يعرفون قيمة الماء، ويحترمون هذه النعمة، فلا تراهم يسرفون في الماء إلا من أعماه اللهُ عن الحق لزيغه، أو جاهلٌ لا يدرك حقيقة الأمر، وفي زماننا هذا أصبح الماء بفضل الله عز وجل متيسراً أيما تيَسُّر، فلا كُلْفة ولا مشقة في جَلْبه، فنشأ كثيرٌ من أبناء هذا الجيل نشأة جعلتهُ لا يبالي بالماء، فلا تراه إلا مسرفاً حتى وإن كان سيغسل يده، أو حتى سيغسلُ فنجالاً!! فما بالك بمن سيتوضأ وما بالك بمن سيغتسل غسل الجنابة فحدث ولا حرج، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء.

رواه أبو داود صححه الألباني

فالاعتداء في الطهور في زماننا ظاهر ظهورا بيناً، وينطبق هذا الحديث على كثير من أهل زماننا أكثر من أزمان مضت فيما يغلب على ظني، ومن تأمل ذلك وجد ما قلتُه صواباً، وإن لم تُصَدِّق فاذهب إلى دورات المياه عند المساجد، وانظر لبعض الناس كيف يتوضأ فستجد العجب العجاب، فهذا قد فتح الصنبور على آخره وقد بسمل لكي يتوضأ وفجأة تراه متشاغلاً مع صديقه بقصة ما، والماء يجري منحدراً بين يديه يتقلب كالسيل الصئول! والله المستعان

فمسألة أنه سيتوضأ بمد فهذه لا أظن أنها ستمر على خاطره!! ولا مرور الكرام فلا تراه إلا ويتوضأ بخمسمائة مد أو أكثر إن لم أبالغ!! أما الغسل فحدث ولا حرج فمسألة الغسل بمقدار الصاع لا تطري على بال الكثيرين!!؟ حتى بعض طلاب العلم!! ودون الثلاثمائة صاع أو نحوها قد لا تجدها إلا عند بعض الاقتصاديين!! فلا تطمئن نفسه حتى يرى الماء ينحدر على رجليه انحدار السيل الغزير من أعالي الجبال!! ولو وضع تحته حوض يجمع الماء فلا أراه إلا سيكفي لسقي مائتين من الإبل (المزايين) (ابتسامة).

أما الصاع في الغسل (والمد في الوضوء) فالأقل القليل ممن من الله عليه بتطبيق السنة،والله المستعان

عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد (رواه البخاري ومسلم).

وعلى ذلك فقس فليست هذه الظاهرة في الضوء والغسل فقط بل يتعدى إلى أشياء كثيرة من ذلك:

· البعض عند تغسيل يديه بعد الطعام فحدث ولا حرج في قلة المبالاة والله المستعان.

· النساء في البيوت أو غير النساء عند تغسيل الأواني ففنجال واحد قد يستهلك عندهم صاع أو قريبا منه، فما بالك بقِدْر!! ... وغير ذلك والله المستعان.

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 07:48 م]ـ

فائدة:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ما هذا السرف يا سعد؟

قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإنْ كُنْتَ على نهر جارٍ.

رواه ابن ماجة وأحمد في المسند وفي إسناده ابن لهيعة وقال الأرنؤوط إسناده ضعيفه، وقد ضعفه الإمام الألباني وتراجع فحسنه (كما نقله صاحب (الأحاديث التي تراجع عنها الشيخ الألباني) حيث قال:

كان الشيخ-رحمه الله- قد ضعفه في إرواء الغليل (1/ 171رقم140)، وفي الرد على بليق (ص/98)، وضعيف ابن ماجه (ص/35رقم425 - القديمة)، والمشكاة (1/ 133رقم427.

تراجع الشيخ-رحمه الله- عن تضعيفه فحسنه في السلسلة الصحيحة (7/ 860 - 861رقم3292.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير