[أحكام و أحداث شهر صفر (جميع الأجزاء)]
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[06 - 04 - 03, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
((أحكام شهر صفر)) الجزء الأول
شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم، قال بعضهم: سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها (أي خلّوها من أهلها) إذا سافروا فيه، وقيل: سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع (أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له).
انظر لسان العرب لابن منظور ج/4 ص/462 - 463.
وسيتناول الحديث عن هذا الشهر النقاط التالية:
1) ما ورد فيه عند العرب الجاهليين.
2) ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية.
3) ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة من المنتسبين للإسلام.
4) ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
5) ما ورد في الأحاديث المكذوبة في صفر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً: ما ورد فيه عند العرب الجاهليين:
كان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان:
الأول: التلاعب فيه تقديما وتأخيرا.
الثاني: التشاؤم منه.
1. من المعلوم أن الله تعالى خلق السنة وعدة شهورها اثنا عشر شهراً، وقد جعل الله تعالى منها أربعةً حرم، حرَّم فيها القتال تعظيماً لشأنها، وهذه الأشهر هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب.
ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة / 36].
وقد علم المشركون ذلك، لكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون على هواهم، ومن ذلك: أنهم جعلوا شهر " صفر " بدلاً من " المحرَّم "!
وكانوا يعتقدون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وهذه طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرَّم صفراً، ويقولون: إذا برأ الدَّبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر: حلَّت العمرة لمن اعتمر.
رواه البخاري (1489) ومسلم (1240).
2 - قال ابن العربي المسألة الثانية: كيفية النسيء:
ثلاثة أقوال:
الأول: عن ابن عباس أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم كل عام، فينادي: ألا إن أبا ثمامة لا يعاب ولا يجاب، ألا وإن صفراً العام الأول حلال، فنحرمه عاما، ونحله عاما، وكانوا مع هوازن وغطفان وبني سليم.
وفي لفظة: أنه كان يقول: إنا قدمنا المحرم وأخرنا صفراً، ثم يأتي العام
الثاني فيقول: إنا حرمنا صفرا وأخرنا المحرم؛ فهو هذا التأخير.
الثاني: الزيادة: قال قتادة: عمد قوم من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم، فيحرمونه ذلك العام، ثم يقوم في العام المقبل فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام، ويقولون: الصفران. وروى ابن وهب، وابن القاسم عن مالك نحوه قال: كان أهل الجاهلية يجعلونه صفرين، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صفر "، وكذلك روى أشهب عنه.
الثالث: تبديل الحج: قال مجاهد بإسناد آخر: {إنما النسيء زيادة في الكفر} قال: حجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة، ثم حج النبي في ذي الحجة، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته: " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض "، رواه ابن عباس وغيره، واللفظ له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا في هذا الموقف أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام إلى يوم تلقون ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم. وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل
¥