تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبالنِّسبة لي وبحكم تجربتي كعضو في هذا العالم الفيسبوكي -إن صحّ التّعبير-؛ فإنّ الفيس بوك قد أتاح لي فرصا وأبعادا أكبر ممّا كنت أظنّه؛ في استفادة المعلومات بشتّى أنواعها، وتبادل الخيرات باختلاف درجاتها، بل ربط العلاقات المباشرة وغير المباشرة بنخبة من العلماء والمشايخ والدّكاترة المتخصِّصين في شتّى المجالات.

ليس كلامي هذا من باب الدّعاية لهذا الموقع، وإنّما خرج مخرج الحكاية لتجربة متواضعة أحببت جعلها كمقدِّمة لجوابي على طرح أخي محمد الإدريسي -بارك الله فيه-.

أظنّ أنّ وجود امرأة ما ضمن قائمة أصدقاء رجل ما، أو وجود رجل ما ضمن قائمة أصدقاء امرأة ما؛ على الفيس بوك، ليس أمرًا يستدعي حَرجا أو يقتضي حُكما يرفضه، لأمور:

أوّلها/ مصطلح (صديق، وصديقة، وأصدقاء) مصطلحات للفيس بوك الّتي لا يستطيع أيّ عضو تغييرها، كسائر نوافذ ومداخل كلّ موقع في عالم الانترنت، فنحن نتعامل معها كما هي دون أن نقصد حقيقتها.

ومع ذلك أحبّ أن أنبِّه أنَّ كلمة صَديق لها معنى آخر من حيث الاشتقاق اللّغوي؛ فإنَّ مِن معاني الصَّداقةُ التي هي مصدر لكلمة (الصَّدِيق): مَن صَدَقَك النصيحةَ [راجع لسان العرب].

ثانيها/ أفراد الفيس بوك -ذكورا وإناثا- موجودون بأسمائِهم وإضافاتِهم وليس بذواتِهم وأشخاصِهم! فلا محضور أو محذور يتّصِل بمسائل الخلوة، أو الملامسة، أو النّظر، أو نحو ذلك ...

ثالثها/ اقتضاء هذا لعلاقة معيّنة بين الجنسين؛ لا أظنّ أحدا يجرأ على تحريمها! فإنّني أظنّ أنّ الشّريعة لم تأت لتقطع هذه العلاقة وإنّما جاءت لتُنظِّمها تنظيما يُبقي على المقاصد النّبيلة، ويسدّ الذّرائع الفاسدة، فمكالمة المرأة ومعاملتها بل والنّظر إليها في حدود الحاجة، ومشاركتها في سبل الخير، والتّعاون معها على البرّ وغير هذا ... ممّا يتّسع له المجال، وتنفسح له الدّائرة.

رابعها/ وجود بعض المفاسِد في مجتمع الفيس بوك؛ كالصّور السيّئة الّتي يختارها بعض الأعضاء كرمز لبروفايلاتهم، والإضافات غير السّليمة؛ فهي قليلة أو ضعيفة جدّا أمام ما يُمكن أن نُقدّمه ونستفيده من أشياء مرضية طيّبة. وقد تقرّر فقها؛ أنّ الأمر إذا دار ما بين خير غالب وشرّ قليل حُكم بما يَغلب.

خامسها/ أشارت أختنا أمّ نور الدّين -حفظها الله- إلى التورّع بترك هذا الأمر (صداقة الفيس بوك بين الجنسين) صيانة للدّين، مستشهدةً بقول بعض السّلف -رحمه الله-:" مازالت التقوى بالمتقين حتى يتركوا كثيرا من الحلال مخافة الحرام "؛ فالتورّع شيء لازِم للفرد لا يتعدّاه إلى غيره إلزاما، والخير والشرّ في مثل هذه المسائل يرجع تقديره إلى الشّخص ذاته؛ فمن رأى في نفسه ضعفا أمام مثل هذه الأمور، فالاحتياط في حقّه مطلوب، جريانا على جواب استفتائه لقلبه، أمّا مَن لم يجد في نفسه ذلك، فإقدامه إلى خير يمكنه الإسهام فيه أولى من إحجام في ثوب التورّع وتحت عنوان الدّيانة، في وقت استغلّ أهل الفساد كلّ الفرص المتاحة لفسادهم.

وأهل مكّة أدرى بشعابها، وصاحب الدّار أدرى بمن فيها.

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 10:50 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي على ما تفضلت.

نريد المزيد من رأي الإخوة و الأخوات حتى نصل إلى رأي فصل.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 03 - 10, 03:10 م]ـ

إضافة النساء في الفيس بوك لها حالتان:

1 - أن لا تكون قد وضعت صورتها، ويظهر من قرائن الحال أنها ترغب الاستفادة من علم هذا الرجل.

2 - أن تكون قد وضعت صورة لها أو لغيرها مما لا يجوز النظر فيه.

فالحالة الأولى يظهر أنه لا بأس بذلك.

أما الثانية فلا يجوز.

والواجب على طلبة العلم وعموم المسلمين رفض طلبات الصداقة التي يكون من هذا النوع.

والله أعلم.

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 05:12 م]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن.

كيف التوفيق في كلامك، بارك الله فيك، بين لا بأس بذلك و بين الواجب على عموم المسلمين؟ هل يُستنتج من خلال الكلام أنكم أردتم القول بالأحوط؟

بارك الله فيك و نفع الله بك.

ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:01 ص]ـ

بارك الله بك يا شيخ عبدالرحمن

ولكن ألا تظن أنها إن قبلت إضافة رجل أنه سيطلع على كل ما تكتبه وقد تكون أشياء خاصة بها

أضف إلى هذا أنه سيعرف عنها كثير من المعلومات وسيعرف من تعرف هي

ويمكنه الدخول لصفحتها الخاصة

ويمكن للرجل أن يضع له صفحة للإعجاب فيضع فيها ما يريد نشره

ويمكن أن تضيفه المرأة دون أن يطلع على شيء من صفحتها , هذا برأيي الحل الأسلم ,

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 03 - 10, 10:54 ص]ـ

2 - أن تكون قد وضعت صورة لها أو لغيرها مما لا يجوز النظر فيه.

يصحح: إليه.

جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن.

كيف التوفيق في كلامك، بارك الله فيك، بين لا بأس بذلك و بين الواجب على عموم المسلمين؟ هل يُستنتج من خلال الكلام أنكم أردتم القول بالأحوط؟

بارك الله فيك و نفع الله بك.

أسعدك الله

أردت بالواجب ... رفض النوع الثاني، لذا قلت التي تكون من هذا النوع؛ فالأشارة للنوع الآخير.

الفاضل أبا عمار أحسنت ...

لكن من كانت من النوع الأول التي تريد الإفادة من طلبة العلم ... = هي تعلم باطلاعهم على صفحتها ... ولذا لن تضع شيئا لا يحسن على عرضه على الرجال ... أي: أن هذا النوع ستكون فيه المرأة محافظة.

وإن اختل شيء من ذلك بأي طريقة = فإلغاء الارتباط هو المتعين.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير