[ما هذه الجرأة (جميع الأجزاء)]
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[07 - 04 - 03, 04:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين
((ما هذه الجرأة على الدين (الجزء الأول)))
من أسباب طرق هذا الموضوع
01جراءة كثيرة من غير المختصين على الخوض في مسائل الشريعة 0
02كون عامة الناس وجمهور الأمة أصبحوا لا يميزون عمن يأخذون دينهم ...
لماذا يستمع كثير من الناس لكل واحد يتكلم في الشرع وأما في مسائل الدنيوية لا يرجعون إلا إلى المختصين دون غيرهم 0
فإذا كان عند أحدهم مريض فإنه لا يذهب به إلى البقال ليعطيه وصفة العلاج بل يذهب به إلى الأخصائي أو الاستشاري في ذلك المرض. هذا في شئون دنيا الناس، لكنهم في شئون دينهم أصبح الكثير منهم يستمع إلى كل من هب ودب 0
إذا عن من تأخذ؟
ومن هو الذي يحق له أن يتكلم في مسائل الشرع؟
ومن هو الذي يجب عليه أن يسكت؟
يجب أن تأخذ من العلماء وأهل العلم.
والذي يحق له أن يتكلم في مسائل الشرع هو العالم به 0
والذي يجب عليه أن يسكت من ليس عنده علم بمسائل الشريعة 0
أخي: أن الذي يفتى أو يتكلم في مسائل الشرع إنما يوقع عن الله رب العالمين. فهو بمثابة الوزير الذي يجعله الحاكم يوقع عنه 0
ومن هذا المنطلق قال الأمام أبن القيم في كتابه ((إعلام الموقعين عن رب العالمين: إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي ينكر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب في الدنيا، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات)) 0
ولذلك كان السلف يدرون الفتيا عن أنفسهم ما استطاعوا، ويحاولون أن يتخلصوا منها ويُسندوها إلى غيرهم، ومن ذلك ما ذكره الأمام الدرامي في سننه حيث قال: ((باب من هاب الفتيا)) نقل في ذلك نصوصاً كثيرة أذكر منها نصين:
01عن عبد الرحمن بى أبى ليلي وهو من التابعين التقات المعروفين – قال "لقد أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا ".
مائة وعشرون من خيرة أصحاب محمد صلي الله عليه وسليم ومن كبارهم وممن طالت أعمارهم فحصلوا علماً كثيراً غزيراً، ومع ذلك يتدافعون الفتيا وكل واحد يتمنى أن أخاه يكفيه الفتيا ونحن نجلس في بعض المجالس فتطرح موضعات فى الطب فلا تجد الا الأطباء يتكلمون وإذا تحدثوا فى الأدب فلا تجد إلا الادباء هم الذين يتحدثون، وإما إذا طرحت مسألة دينية إذا بك تفاجأ بأنك تجالس بين هيئة كبار العلماء فإذا سألت عن مسألة فقهية وجدت كل واحد منهم يذكر رأيه والأخر وجهة نظره وإذا سألت عن صحة حديث وجدت نفسك تجالس مع إئمة الحديث كالأمام أحمد والحافظ بن حجر فهذا يصحح الحديث والأخر يضعف الحديث والله المستعان 0
02نقل الأمام الدرامي أن الشعبي رحمه الله سئل " كيف كنتم تصنعون إذا سئلتم قال " على خبير وقعت، كان إذا سئل الرجل قال لصاحبه أفتهم، فلا يزال حتى يرجع الى الأول" وما كان ذلك إلا بعلمهم بخطورة الفتيا والقول على الله بغير علم، وأن ذلك من أعظم الذنوب 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة في الجزء الثاني
" ما هذه الجرأة " الجزء الثاني:
قال تعالي: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون" 0
ان القول على الله بغير علم من أعظم الذنوب على الاطلاق ? لذلك كان حرياً وجديراً بالمسلم ان يحذر كل الحذر من القول على الله تعالى بغير علم 0
إن الذي يتجري على الفتوي إنما يقتحم النار وهو لا يعلم 0
وإذا أعترضت على ذلك الذي يفتى بغير علم. قال: لك يا أخي ? لا تحجر واسعاً ... اليس الرسول صلي الله عليه وسلم يقول فى الحديث المتفق عليه " إذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ? وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" فيقول " أنا لا أعدم من هذا الفضل أما أجراً واحداً ? أو أجرين فلماذا انت منزعج ? ولم تعترض علي فى كوني أتكلم وأفتى بحسب علمي فى مسائل الشرع.
والواقع أن هذا الحديث " أذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ..... " أنما يكون لمن توفرت فيه الشروط:
01أن يكون حافظاً للكتاب و مستظهر غالب السنة الصحيحة.
02عالم بالناسخ والمنسوخ من الشريعة 0
¥