تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التزكيات عندما تستخدم شمَّاعات!!!

ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 09:08 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

" عبد الكريم بن أبي المخارق "

قال الذهبي: وقد اعتذر – أي: الإمام مالك - لما تبين أمره، وقال: غرَّني بكثرة بكائه في المسجد أو نحو هذا.

قال معمر: قال لي أيوب: لا تحمل عن عبد الكريم بن أبي أمية؛ فإنه ليس بشيءٍ، وقال الفلاس: كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عن عبد الكريم المعلّم، وروى عثمان بن سعيد عن يحيى: ليس بشيءٍ، وقال أحمد بن حنبل: قد ضربت على حديثه وهو شبه المتروك، وقال النسائي والدارقطني: متروك.

" ميزان الاعتدال " (4/ 388).

وقال ابن عبد البر: وكان حسن السمت، غرَّ مالكاً منه سمته، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه.

وقال المعلمي اليماني: وكان ابن معين إذا لقي في رحلته شيخاً فسمع منه مجلساً، أو ورد بغدادَ شيخٌ فسمع منه مجلساً فرأى تلك الأحاديث مستقيمة ثم سئل عن الشيخ وثَّقه ‍! وقد يتفق أن يكون الشيخ دجَّالاً استقبل ابنَ معين بأحاديث صحيحة، ويكون قد خلط قبل ذلك أو يخلط بعد ذلك، ذكر ابن الجنيد أنه سأل ابنَ معين عن محمد بن كثير القرشي الكوفي فقال: " ما كان به بأس "، فحكى له أحاديث تُستنكر فقال ابن معين: " فإن كان هذا الشيخ روى هذا فهو كذَّاب، وإلا فإني رأيتُ حديث الشيخ مستقيماً ".

" التنكيل " (1/ 67، 68).

* يفرَح كثير من الأتباع بتزكية شيخٍ إمام لواحدٍ من مشايخهم، ويستخدم الواحد منهم هذه التزكية سلاحاً يواجه به أصحاب الحقائق من خصومه.

وينسى هؤلاء المساكين أن اليمين لا يقوى على مواجهة البينات، فكيف تقوى تزكية عامة أو تزكية من جهل حقيقة المزكَّى أو من زكَّى من جهة واحدة، كيف تقوى على مواجهة الحقائق والبينات؟

والأعجب من هذا أن أصحاب الأهواء يذكرون ما لهم ولا يذكرون ما عليهم، فالشيخ الذي يزكي شيخهم يطيرون به ويطيرون بكلامه في شيخهم ويصورون (ورقة) تلك التزكية أو يوزعون (صوت) ذلك المزكِّي في الآفاق!

ولا يحتاج لهذا إلا من هو ناقص يريد تكميل نقصه بهذه الكلمات أو يريد ستر سوء أفعاله أو أخلاقه بتلك الورقة أو ذلك المقطع الصوتي.

وما حاجة الإمام الشيخ العالم العامل المنصف المتقي لربه في (الجرح والتعديل) لكلمة أو تزكية من غيره؟ فهو أشبه حالاً بذاك الذي أقام أحاديثه على الجادة ليزكيه ابن معين، ويشبه المزكِّي ابنَ معين – رحمه الله – حيث خفي عليه أحوال ذلك المزكَّى والتي نجزم أنه لو وقف عليها لما خطَّ كلمة تزكية فيه.

وكيف يزكِّي الإمامُ الشيخ ذلك (المتطاول) (الظالم) لغيره فيتهم بعض العلماء بأنهم (غير صاحيين) أو يقول عن بعض الدعاة السلفيين أنه (أعداء للسلفية) أو يقول عن بعض العاملين للإسلام (إنهم يريدون هدم السنَّة)! وغير ذلك من الكلمات التي تدل على (خفة)، بل إن كلمات الجرح قد طالت ذلك الشيخ المزكِّي!!

ومهما قال الإمام الشيخ عن آخر إنه (حامل لواء الجرح والتعديل) أو غيرها من الكلمات والتزكيات فإنها غير مقبولة مع الحقائق الموجودة، فهذا المزكَّى نجزم أنه لا يقف بنفسه على كلمات خصومه بل (تجمَّع) له من (الصغار الأصاغر) الذين حوله، وهو لا يقرأ بنفسه كثير مما ينتقده وقد اعترف بذلك في بعض مجالسه!

ثم من أين لهذا (الحامل) أن يسبر كلمات ومواقف وكتب ومقالات الدعاة والعلماء والجمعيات والجماعات حتى يكون (منصفاً) (عادلاً) في حكمه؟

ونحن نرى (الظلم) و (الجور) في معاملته لأهل البدع من غير المرجئة، وسكوته عن المرجئة مع أن المسألة تتعلق باعتقاد لا بمنهج دعوي أو فهم لحديث يقيم الدنيا ولا يقعدها على من يخالفه في شيء منها.

ونرى أن حال تزكية مثل هذا الصنف هو مثل تزكية الإمام مالك لابن أبي المخارق الذي غرَّ مالكاً (بكاؤه) و (سمته) و (مكثه في المسجد)! وهؤلاء يغتر المزكون بشريط لهم أو كتاب يُظهر حرقته على السنَّة أو تصلهم المعلومات (المغلوطة) ممن حولهم فيزكونهم بناءً على هذا، وظننا بهؤلاء المزكين أنهم وقفوا على كلمات الظلم والتقول والافتراء والهوى في هذا المزكَّى ما خطوا حرفاً واحداً فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير