[كلام العلامة الخضير عن تفسير الأحلام]
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:56 م]ـ
التأويل في الاصطلاح:
التأويل في الاصطلاح يطلق على معانٍ أحدها: تفسير الكلام وبيان معناه، وهو ما يعنيه كثير من المفسرين كابن جرير في قوله: القول في تأويل قوله تعالى، واختلف أهل التأويل، مرادهم في ذلك أهل التفسير، فعلى هذا التأويل والتفسير مترادفان، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى الجزء الخامس صفحة خمسة وثلاثين وستة وثلاثين: "وهذا التأويل -يعني بهذا المعنى- يعلمه الراسخون في العلم" إذا قلنا: إن التأويل مرادف للتفسير فهذا يعلمه الراسخون في العلم، وهو موافق لوقف من وقف من السلف على قوله تعالى: {وما يعَلم تَأْوِيَله إِلاَّ الّله والراسِخُون فِي اْلعِْلمِ} [(7) سورة آل عمران] وهو قول ابن عباس ومجاهد وغيرهم،
وعلى هذا المعنى الأول للتأويل: أنه بمعنى التفسير، فعلى هذا هما مترادفان،
والمعنى الثاني: يطلق التأويل ويراد به الحقيقة التي يؤول الكلام إليها، فتأويل ما أخبر الله به -سبحانه وتعالى- في الجنة من الأكل والشرب واللباس والنكاح وغير ذلك هو الحقائق الموجودة في الجنة نفسها، لا ما يتصوره الإنسان من معانيها في ذهنه، وتأويل ما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- من الأمور المستقبلة، سواء كانت قبل قيام الساعة أو بعدها، تأويله وقوعه، يقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: "وهذا هو التأويل في لغة القرآن كما قال تعالى عن يوسف -عليه السلام- أنه قال: {يا أَبتِ هذا تَأْوِيلُ رؤْياي مِن قَبلُ قَد جعَلها
ربي حقا} [(100) سورة يوسف] هذا تأويل الرؤيا، يعني أنها تأولت بوقوعها، لكن ما معنى تأويل الرؤيا قبل وقوعها؟ {هَذا تَأْوِيلُ رؤْياي} قال ذلك متى؟ بعد أن وقعت، لكن ماذا عن تأويل الرؤيا قبل وقوعها؟ نعم.
طالب: .........
لا، قد تؤول ثم تقع الحقيقة على مقتضى هذا التأويل.
طالب: .........
هو بنسب ما في شك، لكن إذا كان المؤول ماهر في التأويل غالباً يقع كما يتأول، وهو علم له ضوابطه
وقواعده، بيان تأويل الرؤيا قبل وقوعها، في كلام يوسف -عليه السلام- تأويلها بعد وقوعها {هَذا تَأْوِيلُ
رؤْياي} بعد أن وقعت، وفي الكلام الأول يراد به الحقيقة التي يؤول الكلام إليها.
في قول عائشة -رضي الله عنها- في آخر عمره -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يكثر من التسبيح
والاستغفار يتأول القرآن، تعني ما جاء في قوله تعالى: {إِذا جاء نَصر اللَّهِ واْلَفْتح * ورأَيت النَّاس يدخُلُون فِي دِينِ اللَّهِ أَفواجا * فَسبح}
3) سورة النصر] الرسول يتأول القرآن، بمعنى أنه يوقع ما أُمر به.
طالب: أحسن الله إليكم علم تأويل الأحلام قبل وقوعها هل نقول: هو علم أو هو موهبة؟ يعني هل هو علم مرئي يمكن لأي إنسان أن يضبط قواعده ويؤول؟
ممكن، بالتدريب يمكن، هو علم يقبل المران، لكن ما في شك أن كون الإنسان يصرف وقته وجهده لتأويل الرؤى، وينصرف عن علم الكتاب والسنة الذي هو أهم، نعم إذا جاء من غير تعب لا بأس، لكن كونه
يصرف له الوقت والجهد، وتقرأ الكتب المؤلفة في هذا، ويتصدى لتأويل رؤى الناس، ويستغرق وقته كله وجهده، هذا لا شك أنه مفضول، ما الذي يحدث لو لم يجب الرائي؟ يعني شخص رأى رؤيا ما وجد في الأمة من يعبرها له ماذا يصير؟
طالب: .......
((من رأى منكم رؤيا)) لكن كون الإنسان يصرف جهده لتأويل الرؤيا، ويتصدى لتأويل رؤى الناس في وقته كله، وينشغل بهذا عما هو أهم، يعني لو شخص سأل في بلدٍ كبير مملوء بالعلماء، وما وجد من يعبر له الرؤيا، يأثمون الناس كلهم؟ لا ما يأثمون، ما في شك أنه في توسع في هذا، توسع في هذا الباب حتى أن بعض من يؤول كأنه يفتي بقال الله وقال رسوله، يجزم جزم بحيث لا يشك، ولا يتطرق إليه أدنى احتمال للنقيض، يسأل فيجيب مباشرة، أحياناً قد يستفصل من السائل، وأحياناً مباشرةً يعطي الجواب، أولاً: الرؤى تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأوضاع، فالذي يناسب هذا الشخص لا يناسب غيره، وكونه يحلف على شخص قد تكون ظروفه غير ظروف من ذهب وهمه وظنه إليه، لا سيما وأنهم كثيراً ما يؤولون الرؤى بالهاتف، مع أن مظهر الشخص له دخل في تعبير الرؤيا، لا نطيل في هذا؛ لأن الناس ارتكبوا هذا الأمر، ولا شك أن التعبير له شأن، وهو مما عرف به يوسف -عليه السلام-، وعرف به من المسلمين محمد بن سيرين، ويوجد في العصر الحديث من يتصدى لذلك، واشتهر بذلك لكن لا شك أن غيره من العلوم، العلوم
التي تتعلق بالكتاب والسنة أولى من ضياع الوقت فيه، وإن كان له أصل في الشرع.
من شرح سورة الفاتحة من تفسير الجلالين الشريط الأول