تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و علنا نتساءل هنا ما الذي جعل الغلماء الذين لم يبلغوا سن الجهاد يتسابقون لخوض المعارك؟ و ما الذي جعل الواحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يستبطئ أكل تمرات في يده فيرميهن و يخوض المعركة حتى يقتل؟ إنه الإيمان بالله و العقيدة الراسخة و ابتغاء رضوان الله و لا شيء سواه.

2 - معرفة ما أعده الله للمجاهدين في دار الكرامة، من المنزلة العظيمة و الشفاعة لسبعين من أهله و تزويجه بحور العين و غيرها من الكرامات.

3 - استمرار محاربة أعداء الله لأوليائه: إذ لا زالوا يحملون السلاح ضد المسلمين، و إذا كان الأمر كذلك، فإن المؤمن يجد من ذلك ما يحفز همته للبذل و الجهاد في سبيل الله.

4 - إحقاق الحق و إبطال الباطل: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة "

و إظهار الحق حمله و تطبيقه و الدعوة إليه و الجهاد في سبيله، و الإسلام كله حق لأنه من عند الحق سبحانه، و إبطال الباطل لا يحصل إلا بالقضاء على زعماء الباطل و كسر شوكتهم، قال تعالى:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر "

و قد سن الإسلام دستورا أخلاقيا للقتال – قبل أربعة عشر قرنا من معرفة البشرية لمواثيق أخلاقيات القتال – فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " اغزوا باسم الله، في سبيل الله، تقاتلون من كفر بالله و لا تغلوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا " و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء و الولدان "

و لقد صاغ الراشد الأول أبو بكر الصديق هذا الدستور بوصاياه العشر لقائد جيشه يزيد بن أبي سفيان و هو ذاهب إلى الشام " إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذروهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وإني موصيك بعشر: " لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولاتعقرن شاة ولابعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تفرقّنه ولا تغلل ولا تجبن"

بعض من شهادات المستشرقين:

1 - قال ويفانج لنجر ميش: " إن القرآن صريح في تأييده لحرية العقيدة، و الدليل قوي على أن الإسلام رحب بشعوب مختلفة الأديان ما دام أهلها يحسنون المعاملة و يدفعون الجزية ".

2 - و قال السير ريتشارد وود: " إن من أكبر بواعث سوء الفهم بين أوروبا و الإسلام هو انتشار الظن في أروربا بأن الإسلام دين القوة و السيف و لكن هذا الظن مخالف في الواقع لما جاء في القرآن " و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا ".

3 - و قال ريفونويت: " إنه من الحماقة أن نظن أن الإسلام قام بحد السيف وحده، لأن هذا الدين الذي يهدي للتي هي أقوم، يحرم سفك الدماء و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر " (19)

4 - و قال جورج سيل - و هو مترجم القرآن إلى الانجليزية -:

لقد صادفت شريعة محمد ترحيبا لا مثيل له في العالم، و إن الذين يتخيلون أنها انتشرت بحد السيف إنما ينخدعون انخداعا عظيما "

5 - وقال "سير توماس أرنولد": إن الفكرة التي شاعت أن السيف كان العامل فى تحويل الناس إلى الإسلام بعيدة عن التصديق .. إن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى .. (20)

* بل وأثبت هذا ـ سير توماس أرنولد ـ أن المسيحية الغربية هي التي انتشرت بالسيف والعنف!!.

ـ ففي الحبشة جعل الملك "سيف أرعد" الإعدام عقوبة للمسلمين الذين يرفضون التحول إلى المسيحية .. أو النفي من بلادهم! .. وكذلك صنع ملكها "جون" الذي أجبر 1880م ما يقرب من خمسين ألفا من المسلمين على التعميد! .. كما أجبر نصف مليون من قبائل الجلا على اعتناق المسيحية!.

ـ وفي المجر أرغم الملك "شارل روبرت" جميع رعاياه ـ من "الباشغردية" ـ بعد 1340 م على اعتناق المسيحية ـ بعد أن كانوا مسلمين ـ أو مغادرة البلاد.

ـ و فرض "شارلمان" [742 - 814م] التعميدات المسيحية على السكسونيين الوثنيين بحد السيف. (21)

الشبهة الثانية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير