تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أدلة القول الأول القائلون بتحريم التصوير الفوتوغرافي أو التليفزيوني التصوير الآلي عامة، قالوا: أولإ إن هذا التصوير لا يخرج عن كونه نوعا من أنواع التصوير، ولذلك فإنه يسمى تصويرا لغة وشرعا وعرفا، قالوا: أما كونه يسمى تصويرا لغة، فلأن الصورة معناها في اللغة الهيئة والشكل، وهذا يصدق على هذا النوع من التصوير، وأما كونه يطلق عليه تصوير شرعا فلأن النصوص جاءت بشأن الصور والتصوير عامة، فتشمل كل ما يسمى تصويرا، وأما كونه يسمى تصويرا عرفا فلأن هذا مما تعارف الناس على أنه تصوير، ويسمونه تصويرا، ويسمون الآلة آلة تصوير، ويسمون من يقوم بضغط الزر مصورا.

ثانيا: قالوا إن هذا التصوير الآلي هو ليس مجرد التقاط للصورة التي خلقها الله وإنما يقوم المصور بعمل وبجهد فيقوم بتصويب الآلة نحو الهدف واتخاذ الإجراءات التي تكون أثناء عملية التصوير، حتى تنتج الصورة بالإضافة إلى الجهد الذي يبذله صناع الآلة في صنعها وإعدادها، وما يقوم به المصور بعد التقاط الصورة من التحميض ونحو ذلك، فهو يقوم بعمل، فهو يشبه من يقوم بالتصوير غير الآلي، كل منهم يقوم بعمل لإيجاد هذه الصورة، ثم إنه لا أثر للاختلاف في وسيلة التصوير وآلته، وإنما العبرة بوجود الصورة، فمتى وجدت وكانت هذه الصورة لذوات الأرواح وجد الحكم وهو التحريم.

ثالثا: قالوا إن التصوير الفوتوغرافي هو إنما هو تطور لمهنة التصوير اليدوي كما تطورت سائر المهن والصناعات، فكما أن كثيرا من المصنوعات كانت قديما تصنع باليد، ثم أصبحت الآن تصنع آليا هكذا الصور، كانت في السابق تكون يدويا، وتطورت في الوقت الحاضر فأصبحت آليا، وحكمهما واحد.

رابعا: قالوا إن الأحاديث التي وردت بالوعيد الشديد في التصوير قد جاء فيها التنصيص على علة المضاهاة قالوا: ووجود المضاهاة في التصوير الآلي أكثر من غيره من أنواع التصوير، فالمضاهاة في هذا النوع من التصوير شديدة، لمطابقتها للمصور، هذه أبرز أدلة هذا القول.

أدلة القول الثاني (القول بالجواز)

أولا: إن التصوير الآلي شبيه تماما بالصورة التي تظهر على المرآة، أو على الماء أو على أي سطح لامع، ولم يقل أحد من أهل العلم بأن صورة الإنسان على المرآة ونحوها أنها حرام، والصور الفوتوغرافية والتليفزيونية هي في الحقيقة كصورة الإنسان في المرآة إلا أنها قد ثبتت بسبب تقدم الصناعة والتطور التكنولوجي، فإذا كنتم ستحرمون التصوير الآلي، يقول أصحاب هذا القول إذا كنتم ستحرموا التصوير الآلي فحرموا إذا صورة الإنسان في المرآة؛ لأنها تظهر الصورة الحقيقية التي خلقها الله عز وجل.

ثانيا: قالوا: إن التصوير الآلي ليس تصويرا بالمعنى الذي جاءت به النصوص، ووجه ذلك أن التصوير هو مصدر: صور يصور، أي جعل هذا الشيء على صورة معينة، كما قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ) وقال سبحانه (وصوركم فأحسن صوركم) فالمادة تقتضي أن يكون هناك فعل في نفس الصورة؛ لأن ما كان على صيغة فعل في اللغة العربية هذا هو مقتضاه، ونقل الصورة بالآلة ليس على هذا الوجه، فلم يحصل من المصور تخطيط بيده يشابه خلق الله تعالى، وغاية ما في الأمر أنه سلط الآلة على هذا الشيء الذي يريد تصويره فانطبع بالصورة خلق الله على الصفة التي خلقها الله تعالى، قالوا: كما أنه لو صور إنسان كتابة شخص آخر بالآلة بآلة التصوير، لا يمكن أن يقال: إن هذه الصورة أنها كتابة المصور، وإنما هي كتابة الأول، وإنما هي كتابة الأول، نقلت بواسطة الآلة إلى ورقة أخرى، وهذا بعكس ما لو نقلها الثاني بيده فإنه يقال: إنها كتابة الثاني، وإن كان الكلام للكاتب الأول، لأنه حصل منه في هذه الحال عمل وكتابة بيده

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير