إن الأمة الإسلامية إذا كانت تتطلع إلى سعادتها، وسيادتها في الدنيا، وفوزها بجنة ربها في الأخرى، فعليها أن ترجع إلى دينها رجعة صادقة، وتأخذ بأسباب القوة الرادعة؛ لتدفع الضيم عن أبنائها، وتسترد ما فُقِدَ من حقوقها وأرضها.
ولما كانت هذه الأسلحة حادثة، ولم تكن معروفة عند علمائنا الأولين، ولا عرفها فقهاء الأمة، تحقق فيها معنى النازلة في الاصطلاح، والتي قيل فيها: "الحادثة التي تحتاج لحكم شرعي" [4] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn4)، فكان لزاماً معرفة حكمها الشرعي حتى تكون الأمة على بصيرة بها، فإن كانت حلالاً وجب عليها الأخذ بها، وإن كانت حراماً تجنبتها، وأخذت ببدائلها.
سبب هذه النازلة:
أولا: ما سبقت الإشارة إليه، من التطور التقني المذهل الذي تعيشه البشرية.
ثانيا: التسابق المحموم إلى التسلح، إما بقصد الدفاع، وإما بقصد التسلط والاستيلاء على ثروات الدول والشعوب.
ثالثا: حاجة الأمة الملحة لها؛ من أجل حفظ الكليات الخمس الضرورية، وهي: الدين والعقل والنفس والمال والعرض.
رابعا: تغير الأعراف، ففيما سبق كانت القوة الحربية في السيف والرمح، وأما الآن فإن القوة في الطائرات، والصواريخ، والغواصات وغير ذلك مما نراه في الجيوش الحديثة.
المبحث الأول: التعريف بأسلحة الدمار الشامل.
المطلب الأول: تعريفها في اللغة.
أسلحة: جمع سلاح، وهو آلة الحرب وما يقاتل به [5] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn5).
الدمار: الهلاك [6] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn6).
الشامل: مأخوذ من قولهم: شملهم الأمر إذا عمهم، فالشامل العام، ومنه: الشملة الكساء [7] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn7).
فأسلحة الدمار الشامل هي: آلات الحرب التي تعم بإهلاكها.
المطلب الثاني: تعريفها في الاصطلاح العسكري.
لقد اصطلح المعنيون بأمر التسلح، على إطلاق (أسلحة الدمار الشامل) على ثلاثة أنواع من الأسلحة، هي: السلاح النووي، والسلاح الكيميائي، والسلاح البيولوجي [8] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn8).
أولا: الأسلحة النووية.
وتسمى بالسلاح الذري، نسبة إلى النواة والذرة، وهي قنابل شديدة الإنفجار، تعتمد على الطاقة المنطلقة من تحويل جزء من المادة، بتحطيم النواة الذرية لبعض العناصر، كاليورانيوم [9] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn9).
ويدخل في السلاح النووي القنبلة الهيدروجينية، والقنبلة النترونية، التي تسمى بـ (السلاح النظيف)؛ لأنها عند انفجارها تطلق أشعة تقتل البشر دون أن تدمر المنشآت [10] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn10).
ثانيا: السلاح الكيميائي.
هو كل مادة تسبب ألماً أو تسمماً في جسم الإنسان، سواء كانت غازاً كالكلور، أم سائلاً كالخردل، أم جسماً صلباً كالكلور استوفينون، ومن أفتك هذه المواد غاز الخردل [11] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn11)، وكذا غاز الأعصاب.
ثالثا: السلاح البيولوجي.
ويسمى أيضاً بالسلاح الجرثومي، والبكتيريولوجي، نسبة للجراثيم والبيكتيريا.
وهو استعمال الكائنات الحية، أو سمومها لقتل الإنسان، أو إنزال الخسائر به، أو بممتلكاته، من ثروة حيوانية أو نباتية [12] ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&view=article&id=555:2009-12-10-20-26-44&catid=17&Itemid=179#_ftn12)، ومن الأمراض التي تسببها الطاعون، والكوليرا، وغيرهما من الأوبئة.
المبحث الثاني: حكم استعمال هذه الأسلحة.
¥