تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد سكر]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:10 م]ـ

الأخوان الكريمان أمين بن أبي القاسم البوجليلي، و أبو جودي المصري بارك الله فيكما، وجزاكما خير الجزاء، وأتمه، وأكمله وأوفاه.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 04 - 10, 07:17 م]ـ

خطبة مقترحة لهذا الأسبوع:

بركان آيسلندا عبرة وعظهم 9/ 5/1431هـ (1)

الحمدُ لله الذي أكمَل لنا الدينَ وأتمّ علينا النّعمة، وجعل أمّتَنا خيرَ أمّة، وبعثَ فينا رسولاً مِنّا يتلو علينا آياته ويزكّينا ويعلِّمنا الكتاب والحكمة، أحمده على نعَمِه الجمّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له شهادةً تكون لمن اعتَصم خيرَ عِصمة، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله، أرسله ربُّه للعالمين رحمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاةً تكون لنا نورًا من كلِّ ظُلمة، وسلّم تسليمًا كثيرًا. وبعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ واعبدوه حق عبادته، وأخلصوا له، تقربوا إليه خوفاً وطمعاً.

أيها الناس في دويلة صغيرة، لا تعدو أن تكون جزيرة نائية قي شمال المحيط الأطلسي، يثور بركان صغير من تحت نهر جليدي، لينفث موجات من السحب الغبارية، فيحدث فزعاً عاماً في قارة أوربا بأسرها، وارتباكاً عالميا للرحلات الدولية.

توقَّفت الطائرات، وأُغلقت المطارات، وعُلقت الرحلات، فـ (113) مطاراً أوروبيا يغلق أبوابه الجوية أمام الملاحة العالمية، وأكثر من (63) ألف رحلة طيران تلغى، وخسائر شركات الطيران تصل نحو (250) مليون دولار يومياً ... والمتأثرون من الناس فاق عددهم سبعة ملايين مسافر، تقطعت بهم السبل، وتحولت صالات المطارات إلى مهاجع للمسافرين، وبدأت المطارات بتزويدهم بالأسرة والأغطية ... فضلا عن خسائر المصدرين والمستوردين.

لقد غدت أوروبا اليوم شبه معزولة عن العالم الخارجي، وهي تواجه أكبر تعطل للنقل الجوي في تاريخها، بل عدها البعض الأسوأ من نوعها في تاريخ الطيران المدني!! سبحان مقلب الأحوال:فما أسرع ما تتبدل الأحوال, وتتغير الأمور ...

إذا أراد الله شيئا قال له كن فيكون، بلمح البصر، من غير ممانعة ولا منازعة.

مابين غمضة عين وانتباهتها .. يغير الله من حال إلى حال

فبينا الناس في حياتهم ومعائشهم غادون رائحون، ودون أي مقدمات يفجؤهم البركان بهذه السحب العظيمة، ليربك تخطيطاتهم وحساباتهم وتوقعاتهم.

فالسحب البركانية أدت إلى إغلاق المطارات, واحتجاز ملايين المسافرين،.وكم من مؤتمرات نُظِّمَت، ولقاءات أعد لها، وحجوزات تأكدت، ومواعيد تحددت.ثم أصحابها اليوم يفترشون مقاعد المطارات (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَا مَسَّنِيَ السُّوء)

والمؤمن ينتقل من هذا الأمر ليتذكر أمر الساعة: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ)، وقال: (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (

فاعتبروا يا أولي الأبصار:سحابُ غبارِ بركانٍ واحدٍ يصيب قارة كاملة بالذعر والخوف، ويشل حركتها الجوية، فكيف لو تفجرت عدة براكين؟!.

إنه لأمر يستدعى منا التأمل والنظر، والتفكر والاعتبار، فالمسلم لا تمر عليه مثل هذه الأحداث العظيمة دون أن تكون له وقفة تأمل تنطلق من عقيدته وإيمانه بالله، ويقينه بأن كل ما يقع في كونه من خير فهو من فضله ورحمته، وكل ما يقع فيه من شر فهو بعلمه (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، وله الحكمة في كلِّ ما يقضي ويقدِّر: (لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ).والمؤمن يقف عند مواقع العبر، وأحكام القدر، ينظر ويتدبر، ولا يقتصر اعتبار المؤمن على ما يحدث قريباً منه في الزمان والمكان، بل هو معتبر بكل ما يبلغه من آيات الله قربت منه أو بعدت عنه زماناً ومكاناً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير