تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن هذه البراكين والزلازل تذكرنا بالزلزلة الكبرى، فبركان واحد أحدث ما أحدث من الفزع والكوارث، فكيف بزلزلة الأرض كلها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ).

والغبار الذي حجب الشمس عن سماء هذه الدول يذكرنا بقوله تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) أي: ذهب ضوءها.

وتناثر أجزاء البركان في الهواء يذكر بقوله: (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) أي: تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض.

وتعطل حركة الطيران والمطارات يذكرنا بقوله تعالى: (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ)، والعشار: هي خيار الإبل والحوامل منها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك، فنبه سبحانه بذلك على تعطل كل ما هو في معناه من كل نفيس من المال، حيث يأتي الناس ما يذهلهم عنها فيتعطل الانتفاع بها.وعجز القارة الأوربية بعدتها وعتادها، وذهولها مما يحدث، وتساءل الجميع عما يحدث، يذكرنا بعجز الإنسان عند قيام الساعة، يوم يقف مشدوها مستعظما ما يرى (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ... ) أي: أي شيء عرض لها؟ وإن هذه الغيوم المتراكمة التي تملأ الأجواء على ارتفاعات هائلة ... تذكرنا بالدخان الذي يبعثه الله قبل قيام الساعة: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (.

وختاماً ... فإن مشاهدة ومعاينة آيات الله الكونية العظيمة المخيفة لتغني عن وعظ الواعظين وتذكير المذكرين، ونصح الناصحين، إنها لأكبر زاجر، وأبلغ واعظ، وأفصح ناصح .. وإن في مراحلِ العمُر، وتقلّبات الدّهر، وفجائع الزمان لعِبَرًا ومزدجرًا ومَوعِظة ومُدّكرًا، يحاسِب فيها الحصيف نفسَه، ويراجع مواقفَه، حتى لا يعيشَ في غَمرة ويؤخَذَ على غِرّة. نسأل الله أن يلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان، وأن يجعل من هذه الآية عبرة يهدي بها أهل الضلال إلى صراطه المستقيم ودينه القويم. إنه سميع مجيب، لطيف خبير. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون.

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

(1) هذه مقالة الشيخ المنجد تم تحويلها إلى خطبة آمل نشرها فهي مضاف إليها ومهذبة وجاهزة للخطبة بها والانتفاع بها .. من البريد

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 04 - 10, 07:30 م]ـ

تنقص العلماء: مظاهره،وخطورته ــ

"الحمد لله الذي أرسل الرسل مبشرين ومنذرين،وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط،ويتحقق العدل بين المخلوقين،وجعل لهم خلفاء يخلفونهم في أممهم علماً وعملاً،ليكونوا قدوة للعاملين،ومناراً للسالكين، وشهداء على العالمين، أعني بهم العلماء الربانيين، الذين اكتسبوا العلم ابتغاء وجه ربهم، وربوا به الأمة علماً وعملاً،فكانوا هداة مهتدين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،إله الأولين والآخرين،وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله،خاتم النبيين،وإمام المتقين،فليس بعده نبي،وإنما هم العلماء كالأنبياء في هداية العالمين،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً،أما بعد:" ()

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير