تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لهذا أرفض النصرانية 1 (كذب وكذابون)]

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[10 - 04 - 10, 04:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[لهذا أرفض النصرانية 1 (كذب وكذابون)]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه؛ وبعد: ـ

اشتد دعاة النصرانية علينا يطلبون منا أن نقرأ كتباهم وأن نتعرف على دينهم، يقولون: إن قرأتم كتابنا عظمتموه، وإن تعرفتم على المسيح قبلتموه، ويزعمون أن الأُولي كفروا بالله وبرسوله فعلوا ذلك لأنهم قرءوا الكتاب (المقدس) وتعرفوا على المسيح.

وكنت ـ ولا زلت ـ لا أصدقهم، لعلمي بحال من يرتد عن دين الله، وأنها حالة من البحث عن المال أو الشهرة، أو نفرٌ ممن اقترفوا جرماً وفروا إليهم مخافة أن تصيبهم العدالة، وأخبار مَن يتنصر منشورة مشهورة، فلم يخرج من ديننا أحد سخطاً عليه، وإنما يأتي السخط بعد الخروج كذر رمادٍ في العيون، كذباً يكذبون به على مَن ورائهم من أتباعهم.

وقد أكثر دعاة النصرانية (المنصرون) علينا في التعرف على دينهم والسير على طريقهم فتركتُ ما بيدي واستجبت لمناشداتهم، ورحتُ أنظر في حال هؤلاء وفي حال ما بأيديهم من كتاب، وكانت النتيجة أني ازددتُ رفضاً للنصرانية، وجئت أحدثكم بعد رحلةٍ من المطالعة في حالهم .. هؤلاء الدعاة للنصرانية المعادين للإسلام، وفي كتابهم، وتاريخهم، أحدثكم لماذا أرفض النصرانية؟

والله أسأل العون والسداد. وأن يبارك في هذه الكلمات بفضله وكرمه ومنته.

من يوحنا الدمشقي إلى زكريا بطرس ومرقص عزيز

كذبٌ وكذابون

بدأ التصدي الفكري للإسلام في دير (مار ساب) جنوب شرق مدينة القدس على يد أحد الرهبان المواليين للدولة البيزنطية، واسمه (يوحنا الدمشقي)، أو (القديس يوحنا) أو (يوحنا ينبوع الذهب) أو (يوحنا ذهبي الفهم)، تعددت ألقابه لعظم مكانته بينهم، كان (يوحنا الدمشقي) عربي الأصل من نصارى الشام، واسمه الحقيقي منصور بن سرجون بن منصور التغلبي (52هـ ـ 132هـ)، كان يتحدث العربية، وكان يكتب بالإغريقية، وتوزع كتبه على الأديرة بالدولة البيزنطية، إذ كان هذا الراهب جزءاً من الكيان النصراني البيزنطي المحارب للإسلام.

كتب (يوحنا الدمشقي) بالإغريقية يتحدث للبيزنطيين عن الإسلام. فماذا كتب؟!

تحدث بالكذب .. بل لم يتحدث بغير الكذب.!! .. كان منعزلاً في مكانٍ وعرٍ في سفح جبل (دير مار سابا) فانفرد به الشيطان وأملى عليه ذات الأباطيل التي أملاها على المشركين في قريش وفي كل مكانٍ أُرسل فيه رسول من عند الله

ادعى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم على يد أحد قساوسة النصارى، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخرج من مكة إلا مرة أو مرتين واحدة وهو طفل صغير ورجع من الطريق، والثانية وهو شاب قبل أن يبعث بعقدٍ ونصف من الزمن، وفي المرتين كان مع أهل مكة لم يفارقهم، ولذا حين جاء القرآن احتج على أهل مكة بأن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو صاحبهم الذي يعرفوه معرفة الصاحب لصاحبه، قال الله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} النجم2، وقال تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} التكوير22، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} سبأ46، وفي القرآن الكريم {قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} يونس16.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير