تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولًا: إعادة النظر في علاقتك بربك .. إعادة النظر في علاقتك مع ربك من حيث لزوم طاعته والبعد عن مساخطه، فإن هذا أعظم سلاح، وأعظم دواء، وأعظم خيرٍ، وأعظم طريقٍ ينجيك الله تعالى به من هذه الأدواء في الدنيا والآخرة، أن تبادر إلى التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، والتعلق به، أن تبادر التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله تعالى والتعلق به والانطراح بين يديه ولزوم طاعته، وكذلك البعد عن معاصيه، والبعد عن أسباب الهلاك التي ربما أوقعته .. يعني تلك الأشياء التي إذا وقع فيها تبعده عن الله، ولكن عليه أن يتناول ذلكم الدواء:

المبادرة إلى طاعة الله، والبعد عن المعاصي والذنوب التي تقسي القلب وتبعده عن الله، التوبة الصادقة إلى الله من جميع الذنوب والخطايا؛ فإن التوبة الصادقة النصوح التي توافرت شروطها من:

الإقلاع من الذنب والعزم على عدم العودة والندم على ما فات ورد حقوق الناس التي عنده،

إذا تحقق ذلك تحققت توبتك وزالت حوبتك وقرُبت من ربك الذي يناديك كلما بعدت عنه ويناجيك ويطلبك لتعود إليه، ويحثك ويرغبك: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} - (الزمر: 53)، وها هو يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} - (التحريم: 8) ويقول تبارك وتعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} - (النور: 31)، ويقول تبارك تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} - (النساء: 17)، ويقول جل وعلا: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} - (الفرقان: 70) إلى غير ذلك من الآيات التي تحض على التوبة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يعدون له في اليوم من التوبة والاستغفار أكثر من سبعين مرة، وفي رواية: أكثر من مئة مرة، فتأسَّى به يا عبد الله فإنه ما وقع بلاءٌ إلا بذنب وما رُفِع إلا بتوبة، وما رُفِع إلا بتوبة ..

ومن الأسباب يا عبد الله: الإكثار من الحسنات والصدقات فإن الحسنات يُذهبن السيئات.

أيضًا يا عبد الله: البعد عن الأجواء التي توقعك في المآسي وفي الآثام وفي الذنوب، واستبدالها بمجتمعٍ آخر تسود فيه الطاعة ويسود فيه الخير ويكون بعيدًا كل البعد عن الخنى والفجور والمجون ومواطن الزيغ والضلال.

وكذلك الإكثار من الدعاء وذكر الله جل وعلا، وهذا سيكون موضوع درس الغد إن شاء الله: بيان الدعاء وضوابطه وأحوال الاستجابة فيه، ومتى يكون مستجابًا؟ ومتى لا يكون؟ كذلك وشروطه، فالدعاء سلاح المؤمن، ويسميه أهل العلم: سهام الليل، فلتكثر من سهام الليل يا عبد الله، ولتجتهد فيما يقربك إلى الله.

ومن أيضًا من طرق العلاج يا عبد الله: أن تشغل نفسك بما ينفع من طاعةٍ تقربك إلى الله، أو عملٍ طيبٍ يعود عليك بالخير ولو كان من أعمال الدنيا المشروعة المباحة، والاشتغال بذلك، وعدم إضاعة الوقت فإن إضاعة الوقت أخطر ما تكون على المرء، [نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ] فأنت إذا استسلمت لهواجسك ولم تشغل نفسك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك فإن هذا سوف يزيد من همومك، ويزيد من غمومك فضلًا عن كونه يُقسي قلبك ويبعدك عن الله سبحانه وتعالى.

هذه بعض وسائل العلاج لمن أراده ولمن أراد تناوله، أما من أعرض وابتعد فإنه ستزيد أحواله سوءًا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} - (طه: 124 - 126) فهذا هو بعض أمور العلاج يا عبد الله،

وكله يعود على:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير