الاعتماد على الله تبارك وتعالى واللجوء إليه والانكسار بين يديه ودعاءه وذكره وتلاوة كتابه والبعد عن مواطن الخنى والمجون وما إلى ذلك من الوسائل التي تقربك إلى الله، ويجعل الله لك بها من كل همٍ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا.
وعندنا غدًا إن شاء الله ضوابط الدعاء ومسائل حول الدعاء الذي هو ضمن الأمور التي يلجأ إليها المؤمن إذا نابه أمرٌ،
وفاتني أن أنبه إلى شئ وهو:
أن من الوسائل ومن الأسباب العظيمة - وإن كانت داخلة في عموم الطاعة - لكن من الأسباب التي يُلجأ إليها بعد الله تبارك وتعالى: هي الصلاة، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزِع إلى الصلاة، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: [أرِحنا بها يا بلال]، وكان يقول أيضًا: [وجُعِلت قرة عيني في الصلاة]، فإذا نابك أمرٌ فلتقم ولتتوضأ ولتصلي ركعتين وتلجأ إلى الله عز وجل، وتسأله ما شئت من خيري الدنيا والآخرة، فالصلاة تغسل من الذنوب، ويُفرِّج الله بها الكروب، تغسلك من الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرًا يغتسل فيه كل يومٍ خمس مراتٍ، هل يبق من درنه شئ؟ قالوا: لا، قال صلى الله عليه وسلم: كذلك الصلوات الخمس يغفر الله بهن الخطايا].
فلنجتهد عبد الله في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى والتعلق به والانطراح بين يديه واللجوء إليه سبحانه في كل صغيرةٍ وكبيرة حتى يتحقق لك ما تريد، وحتى تصل إلى بر النجاة، وحتى تتداوى وتخلص مما أنت فيه من همومٍ وغموم ..
إذا وثَّقت صلتك بربك واتبعت هذه الخطوات التي أشرنا إلى بعضٍ منها.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا وإياكم من كل همٍ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لعمل ما يرضيه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
***************
المادة الصوتية
http://g-olamaa.com/seheemy/sound/207.mp3
ـ[سفيان السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 09:44 م]ـ
{أسباب الضيق والقلق والحالات النفسية}
للشيخ صالح السحيمي- حفظه الله
إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجميعن، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} - (آل عمران: 102)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} - (النساء: 1)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} - (الأحزاب: 70، 71) أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار:
أيها الأخوة في الله يكثر عند الناس الهم والغم والضيق والحرج وكثرة المشاكل التي من وجهة نظر البعض منهم أنه لا حل لها، وربما لجأ صاحب تلكم الهموم إلى معالجتها بما حرم الله جل وعلا، وربما ذهب إلى أعظم من ذلك وأخطر فيذهب إلى الكهان والسحرة والدجاجلة والمشعوذين، وربما أنه لم يفعل سببًا من الأسباب التي قد يُفرِّج الله بها عنه ويجعل له من كل همٍ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا مع أنها قد تكون في متناول يده لكنه يلجأ إلى الحرام ويلجأ إلى ما ينطبق عليه قول القائل:
وداوني بالتي كانت هي الداءُ
¥