بلاءٌ إلا بذنب وما رُفِع إلا بتوبة، وما رُفِع إلا بتوبة ..
ومن الأسباب يا عبد الله: الإكثار من الحسنات والصدقات فإن الحسنات يُذهبن السيئات.
أيضًا يا عبد الله: البعد عن الأجواء التي توقعك في المآسي وفي الآثام وفي الذنوب، واستبدالها بمجتمعٍ آخر تسود فيه الطاعة ويسود فيه الخير ويكون بعيدًا كل البعد عن الخنى والفجور والمجون ومواطن الزيغ والضلال.
وكذلك الإكثار من الدعاء وذكر الله جل وعلا، وهذا سيكون موضوع درس الغد إن شاء الله: بيان الدعاء وضوابطه وأحوال الاستجابة فيه، ومتى يكون مستجابًا؟ ومتى لا يكون؟ كذلك وشروطه، فالدعاء سلاح المؤمن، ويسميه أهل العلم: سهام الليل، فلتكثر من سهام الليل يا عبد الله، ولتجتهد فيما يقربك إلى الله.
ومن أيضًا من طرق العلاج يا عبد الله: أن تشغل نفسك بما ينفع من طاعةٍ تقربك إلى الله، أو عملٍ طيبٍ يعود عليك بالخير ولو كان من أعمال الدنيا المشروعة المباحة، والاشتغال بذلك، وعدم إضاعة الوقت فإن إضاعة الوقت أخطر ما تكون على المرء، [نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ] فأنت إذا استسلمت لهواجسك ولم تشغل نفسك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك فإن هذا سوف يزيد من همومك، ويزيد من غمومك فضلًا عن كونه يُقسي قلبك ويبعدك عن الله سبحانه وتعالى.
هذه بعض وسائل العلاج لمن أراده ولمن أراد تناوله، أما من أعرض وابتعد فإنه ستزيد أحواله سوءًا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} - (طه: 124 - 126) فهذا هو بعض أمور العلاج يا عبد الله،
وكله يعود على:
الاعتماد على الله تبارك وتعالى واللجوء إليه والانكسار بين يديه ودعاءه وذكره وتلاوة كتابه والبعد عن مواطن الخنى والمجون وما إلى ذلك من الوسائل التي تقربك إلى الله، ويجعل الله لك بها من كل همٍ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا.
وعندنا غدًا إن شاء الله ضوابط الدعاء ومسائل حول الدعاء الذي هو ضمن الأمور التي يلجأ إليها المؤمن إذا نابه أمرٌ،
وفاتني أن أنبه إلى شئ وهو:
أن من الوسائل ومن الأسباب العظيمة - وإن كانت داخلة في عموم الطاعة - لكن من الأسباب التي يُلجأ إليها بعد الله تبارك وتعالى: هي الصلاة، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزِع إلى الصلاة، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: [أرِحنا بها يا بلال]، وكان يقول أيضًا: [وجُعِلت قرة عيني في الصلاة]، فإذا نابك أمرٌ فلتقم ولتتوضأ ولتصلي ركعتين وتلجأ إلى الله عز وجل، وتسأله ما شئت من خيري الدنيا والآخرة، فالصلاة تغسل من الذنوب، ويُفرِّج الله بها الكروب، تغسلك من الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرًا يغتسل فيه كل يومٍ خمس مراتٍ، هل يبق من درنه شئ؟ قالوا: لا، قال صلى الله عليه وسلم: كذلك الصلوات الخمس يغفر الله بهن الخطايا].
فلنجتهد عبد الله في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى والتعلق به والانطراح بين يديه واللجوء إليه سبحانه في كل صغيرةٍ وكبيرة حتى يتحقق لك ما تريد، وحتى تصل إلى بر النجاة، وحتى تتداوى وتخلص مما أنت فيه من همومٍ وغموم ..
إذا وثَّقت صلتك بربك واتبعت هذه الخطوات التي أشرنا إلى بعضٍ منها.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لنا وإياكم من كل همٍ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، كما نسأله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لعمل ما يرضيه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
***************
المادة الصوتية
http://g-olamaa.com/seheemy/sound/207.mp3
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:39 م]ـ
فلا ينبغي التحدث عن مسمى المرض النفسي لأن الغرب هو الذي ابتكر هذا الإسم ليورط الإنسانية في علم النفس الذي وجد لإفساد النفس
1/قال شيخ الاسلام " سورة التوبة الآية 68 وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة من الآلام النفسية: غمّا وحزنا، وقسوة وظلمة قلب وجهلا، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم "
2/قال الشيخ ابن ابراهيم"أما الكفار الذين تنكبوا الصراط المستقيم من الملاحدة وغيرهم_فلا تسل عن بؤسهم وشقائهم فهم يعيشون أدنى دركات الشقاء والنكد، فلقد سلبوا الأمن، وشاعت فيهم الأمراض النفسية والعصبية، وكثر فيهم الرعب، وانتشر فيهم الانتحار والرغبة في التخلص من الحياة." رسائل العقيدة"
3/قال الشيخ ابن عثيمين " الرهاب الاجتماعي الذي يصيبك عند الاختلاط بالناس في المسجد وغيره، فهذا المرض لا يعد من الأعذار التي تبيح لك التخلف عن الجماعة، إذ لا ضرورة لذلك، كما أنه خوف مظنون غير مقطوع به، كما أنه مفض إلى ما هو أسوأ منه من الأمراض النفسية المختلفة كما قرر ذلك أهل التخصص، وهذا ما تأباه الشريعة ولا تقره بحال.
بل عليك مراجعة الطبيب للتداوي من هذا المرض "" فتاوى الشيخ ابن عثيمين"
4/سئل الشيخ ابن باز: "س - هل المؤمن يمرض نفسياً؟ وما هو علاجه في الشرع، علما بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط؟
ج- لاشك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية بالهم للمستقبل والحزن على الماضي، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية .... " فتاوى الشيخ ابن باز"
¥