تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وسائل مساعدة على الحفظ]

ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[13 - 04 - 10, 06:28 م]ـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

«وسائل مساعدة على الحفظ»

للشَّيخِ سامي بن مُحمَّد بن جاد اللَّه

ـ وفَّقَهُ اللَّهُ تعالى ـ

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد:

فهذه بعض الوسائل التي تساعد طالب العلم على حفظ العلم، وأولى ما ينبغي لطالب العلم أن يعنى بحفظه هو كتاب الله عز وجل، قال تعالى: ? بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ?، ثم حفظ السنة النبوية، ثم حفظ المتون العلمية التي تساعده على فهم نصوص الكتاب والسنة, ثم حفظ كلام العرب الذي نزل به القرآن.

1 - تقوى الله عز وجل واجتناب الذنوب, قال علي بن خشرم: شكوت إلى وكيع قلة الحفظ، فقال: استعن على الحفظ بقلة الذنوب.

وقال محمد بن رافع: قيل لسفيان بن عيينة: بم جدت الحفظ؟ قال: بترك المعاصي.

وقد ذكر في ترجمة الشَّيْخِ الحافِظ عبد اللَّه بن مُحمَّد الدُّويش (المتوفى سنة:1408) رحمه الله أنه كان كثيراً ما يوصي الطلاب بتقوى الله عز وجل ويحثهم على الاستقامة مستشهداً بقوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ ? وأن هذا مما يساعد على الحفظ, ويذكر أن الشيخ الألباني رحمه الله اجتمع بالشيخ عبدالله الدويش، وحصل بينهما نقاش علمي، وفي نهاية المجلس قال الشيخ الألباني للشيخ عبدالله الدويش: أنت أحفظنا، ونحن أجرؤا منك. أو كما قال رحمه الله.

والإنسان قد يحرم من العلم والحفظ بسبب ذنوبه، وهذا من شؤم المعاصي والذنوب.

2 - حضور القلب عند الحفظ، وقد قال الله تعالى: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ?، قال الحسن البصري رحمه الله: يقول استمع وقلبه شاهد، فإن قلبه إذا حضر عقل ما يقال، وإذا غاب القلب لم يعقل ما يقال له.

3 - الصبر وكثرة التكرار.

قال مطرف: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا، وكان إذا سمع الحديث لم يحفظه أخذه العويل والزويل حتى يحفظه!

وقال الجنيد: ما طلب أحد شيئا بجد وصدق إلا ناله, فإن لم ينله كله نال بعضه.

وقد زعم رجل أن البخاري رحمه الله كان يأخذ دواء للحفظ اسمه (بلاذر) فسأله أحد تلاميذه: هل من دواء يشربه الرجل فينتفع به للحفظ؟ فقال: لا أعلم، ثم أقبل عليه وقال له: لا أعلم شيئا أنفع للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر.

قلت: ومراده رحمه الله بـ (مداومة النظر) التكرار، والناس يختلفون في هذا فمنهم من يحفظ من مرة، ومنهم من يحفظ من خمس مرات، ومنهم من عشر, ومنهم من خمسين وهكذا.

و قال الفضل بن سعيد بن سالم: كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه، فعزم على تركه، فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة قد أثر الماء فيها، فقال: الماء على لطافته قد أثر في صخرة على كثافتها، والله لأطلبنَّ العلم, فطلب فأدرك!

4 - أن لا يكثر من المحفوظ، وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل, قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.

وقال سفيان الثوري: كنت آتي الأعمش ومنصوراً فأسمع أربعة أحاديث أو خمسة ثم أنصرف، كراهة أن تكثر وتفلّت.

وقال شعبة: كنت آتي قتادة فأسأله عن حديثين, فيحدثني, ثم يقول: أزيدك؟ فأقول: لا، حتى أحفظهما وأتقنهما.

وقال الزهري: من طلب العلم جملة فاته جملة، وإنما يدرك العلم حديث وحديثان.

وقال هشام بن أبي عبد الله: كنا ربما رجعنا من عند قتادة بنصف حديث، يحدثنا بالحديث فنحفظه، فنحفظ نصفه، ثم نعود فنحفظ نصفه من الغد.

قلت: وهذا يحمل على الأحاديث الطويلة والله أعلم.

5 - أن الحفظ إذا لم يتعاهده الإنسان فإنه يذهب، وأصدق دليل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل من عقلها».

6 - مذاكرة المحفوظ مع الزملاء, فينبغي لطالب العلم أن يذاكر ما يحفظه من العلم مع إخوانه فإن هذا مما يثبت الحفظ ويرسخه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير