[ما يجب على الحكام تجاه (المفتي الماجن)!!!]
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 05:54 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -:
" من أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال: إن سريرتي حسنة ".
فإن مكانة أهل العلم والعلماء عظيمة عند أهل الإسلام بتعظيم الله ورسوله لها قال الله تعالى " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
قال ابن القيم – رحمه الله – معلقا على هذه الآية:" وفي ضمن هذه الشهادة الإلهية الثناء على أهل العلم الشاهدين بها وتعديلها فإنه سبحانه قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته , واستشهد بهم جل وعلا على أجل مشهود به " يعني التوحيد " , وجعلهم حجة على من أنكر هذه الشهادة , كما يحُتج بالبينة على من أنكر الحق فالحجة قامت بالرسل على الخلق وهؤلاء نواب الرسل وخلفاؤهم في إقامة حجج الله على العباد "
وقال صلى الله عليه وسلم:" ... إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " أخرجه أبو داود والترمذي وبوب عليه البخاري دون ذكر نص الحديث.
ومن أراد معرفة منزلة العلماء فليراجع كتب السلف ومنها كتاب (جامع بيان العلم وفضله) لابن عبد البر – رحمه الله – وغيره.
وهذا ليس مدار كلامي وإنما مدار كلامي على من ألبسوا أنفسهم لبوس العلماء , وتزيّوا بزيهم , فظنوا أنهم في مصافهم , وحفظوا بعض كلام العلماء ليمرروا لأنفسهم الظالمة ما يصبون إليه من الرياسة أو الجاه أو الشهرة أو ما سوّلت لهم أنفسهم إليه , وما علم هؤلاء أن جريرتها عظيمة , وتبعاتها وخيمة , والتاريخ شاهد على ذلك (والتاريخ لا يرحم).
وقد سمع هؤلاء بفضل العلم ومكانة العلماء وأنهم قادة الأمة وروحها , فحدثتهم أنفسهم بهذه المنزلة العظيمة دون علم ولا دراية , فسعوا للقمة بالنزول إلى الدرك!!!
فهم أرادوا أن يقال لهم قبل أسمائهم (العالم فلان) فأثبتوا لأنفسهم قبل أسمائهم (المفتي الماجن فلان)!!!
وقبل أن نقلب صفحات كتب السلف عن أقوالهم في (المفتي الماجن) نريد تعريفا لهذا المسمى:
جاء في درر الحكام شرح مجلة الأحكام " المفتي الماجن: هو من يعلم الناس الحيل الباطلة أي: الحيل المؤدية إلى الضرر والذي يفتي عن جهل ولا يبالي بتحليل الحرام وتحريم الحلال يقولون: رجل ماجن , والماجن مأخوذ من المجون ومعناه الصلب والغليظ والذي لا يخشى كلام الناس ولا يبالي بما صنع , يعني: هو الذي لا يستحيي ولا يخجل ولعله مأخوذ من غلظ الوجه إذا قل حياؤه "
فهؤلاء المفتين المجنة يخلطون الحق بالباطل والصحيح بالسقيم والضعيف , والمشهور بالشاذ , والمحفوظ بالمطّرح , فيميعون الدين بحجة التيسير , والأحكام بحجة الرحمة , والثوابت بحجة الواقع , ولو استطاعوا تغيير الدين بأكمله لما تلبثوا بذلك إلا يسيرا , وكل ذلك بليّ ٍللنصوص ببهرج من القول يستميل أذن السامع وصدق الله تعالى فيهم إذ يقول " وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ".
وهذه بعض صفاتهم سقتها لكم وهي شاهدة عليهم , والمنكر لوجود مثل هؤلاء كالمنكر للمنقول والمعقول:.
وقد ضرب الله مثلا لهؤلاء المجنة بمثال بشع وصف حالهم بأدق وصف وأبلغه كيف لا وهو من عند الله تبارك وتعالى قال سبحانه " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "
نسأل الله السلامة والعافية.
وجاء في كتب الأماجد من السادة العلماء ذكر لحال هؤلاء المجنة والحكم فيهم وإليكم شيئا من أخبارهم.
¥