وأن ظهر المجن قد بات منتكساً تماماً 180 درجة على مدارس الفقهاء!!
إنه هجوم شرس على مساحات كبيرة من الأدلة، فما عساه قد بقي لدينا؟؟
وإذا كان ابن العربي يقول عن أهل الظاهر أنهم قد جاءوا بدواهي!! وأن الأمر أفحش مِنْ أنْ يُنْقَض، وأفسد مِنْ أنْ يُفسد وأنه لا يجدي معهم شيء، فماذا يجدي مع هؤلاء؟
ولا تقف القضية على الاحتجاج بهذا المقدار المحدود جداً من النصوص، بل تتعداها إلى البغي والعدوان على الدلالات الصحيحة من نصوص الكتاب والسنة واطراحها من خلال إلقاء بعض الاحتمالات على دلالات النصوص مما يخرجها من حيز "الاحتجاج"، لأنها تكون حينئذ خارج النص، وما وجد فيه الاحتمال بطل به الاستدلال!!.
وبه نعرف أن الهجمة الأشرس اليوم هي على "دلالات النصوص"، وهذا يحتم دفع أهل العلم وطلابه إلى الاحتراس من أولئك، والذب عن حمى الشريعة، والذود عن حياضها من خلال الدراسة العميقة لأغوار "دلالات النصوص".
فالظاهرية غاية ما عندهم إبطال القياس، وهؤلاء تعدوا المعاني والأقيسة إلى الألفاظ ودلالاتها فاختصروا "أصول الفقه" في دلالة واحدة هي "النص" ما كان دالا 100% غير محتمل، ولو وجد الاحتمال على نسبة واحد من الألف كان الدليل ساقطاً في غيابة الجب!! لا فائدة منه، وكان الأولى عدمه حتى لا يشوش على الناس، فالنص إما دال ذو فائدة، وإما محتمل ساقط لا قيمة له، كالتذكار البالي، للتلاوة أو البركة.
ما أتى أهل الأهواء إلى شبههم إلا من خلال نافذة من "النص" يهدمونها، فاليوم وصلوا إلى النص نفسه، فما بقي لنا من وحي ربنا؟
وإذا كانت المدارس الفقهية الأربعة وقفت يوماً بوجه الظاهرية لإنكارهم القياس والعلل؛ فإن المدارس الفقهية الأربعة لن تقف وحدها في هذه المعركة، فسيقف معهم أهل الظاهر برمتهم الذين أقحموا في وسط المعمعة بعد أن وصلت نار الباطل إلى "النص نفسه".
وسيقف معهم الأصوليون كلهم: فإن مدارسهم المنقسمة إلى متكلمين وحنفية قد اتفقوا أن دلالات الألفاظ منقسمة إلى "دلالات المنطوق"، و"دلالات المفهوم".
فسيقف الجميع بإزاء هؤلاء الذين اختزلوا "الوحي" في حرفٍ من الحق أرادوا به باطلاً.
إن أصدق وصف يمكن أن يوصف به هؤلاء هو "اللا نصية"؛ لأن النص منهم براء، وهم منه براء، فلا احتجاج لهم بالنص؛ ولا حاجة لهم إليه، وإلا:
فأين هم عن "نصوص العدل"، ونصوص ذم البغي والعدوان، ونصوص الحكم بغير ما أنزل الله، ونصوص القتال، ونصوص العبادة.
ليس هؤلاء في شيء من هذا!!
إنما غايتهم وهجيراهم في شأن آخر في أمورٍ عظمها الشارع وحث عليها فيأتون إليها غدوا وعشيا، ويستعملون أدواتهم الخربة، فهذا لم ينص عليه، وذاك ليس فيه نص، فشغلهم في "ما لم ينص عليه"، فأين هؤلاء وأين النص؟
إن إبطال مذهب هؤلاء لا يحتاج إلى كبير عناء؛ فأين النص الصريح غير المحتمل على مذهب "اللا نصية"؟ ولن يجدوا إلى ذلك سبيلا.
وأين "النص" عن إبطالهم لدلالات النصوص غير النصية؟
فإذن مذهبهم باطل من أوله!!.
هم يحسنون طرح الأسئلة، لكنهم في الأجوبة ليس لديهم إلا أفواه فاغرة!! وإلا أعين جاحظة!!
إن تعويلهم على الإعلام والإثارة لا يبقى إلا بما تبقى الإثارة، ثم لا يلبثون أن يلفظهم الإعلام كما ابتلعهم فإن لم يتقيَّئهم قيئا!! بَعَرَهم بعرا!!
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[21 - 04 - 10, 07:43 ص]ـ
آمل تعديل العنوان كما يلي:
«اللا نصية»!! أربت على «الظاهرية»!!