[تكملة أصول المسائل لفقه الانتعال]
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[21 - 04 - 10, 04:18 م]ـ
تكملة أصول المسائل
الحادي عشر: حكم الاحتفاء
الاحتفاء: ضد الانتعال وهو جعل الرجل حافية بلا نعل وخف أي ليمش حافي الرجلين. تحفة الأحوذي (5/ 383) بتصرف
الأحاديث الواردة:
- عن عبد الله بن بريدة: أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال أما إي لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا من رسول الله صلى الله عليه و سلم رجوت أن يكون عندك منه علم قال ما هو؟ قال كذا وكذا قال فما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه (في الهامش قال أبو عبيد الإرفاه الإرفة ا هـ. وهي الإستكثار من الزينة). قال فما لي لا أرى عليك حذاء؟ قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يأمرنا أن نحتفي أحيانا. رواه أحمد (39/ 388) رقم 23969،وأبو داود (2/ 474) رقم 4160،وإسناده صحيح
أقوال أهل العلم والمذاهب الفقهية في ذلك:
يسن الاحتفاء أحيانا عند الحنابلة لحديث فضالة بن عبيد.كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 285)
كيفية الجمع بين حديث الباب وحديث (استكثروا من النعال)
الجواب: كونه يمشي أحياناً حافياً لا ينافي الحث على الانتعال، ولكن كونه يستعمل النعال هذا هو الغالب، ولاسيما إذا كان في الأسفار، ولاسيما إذا كانت الأرض فيها أشياء مضرة كالشوك وكالزجاج وكالحصى وكالرمضاء وقت الصيف .. وغير ذلك من الأشياء. فالحاصل أن الاحتفاء أحياناً لا ينافي ما جاء من أن الإنسان يستكثر من النعال، ولهذا حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستكثار من النعال وقال: (فإن أحدكم لا يزال راكباً ما انتعل) ومعلوم أن الناس في السفر يكونون راكبين، والذي يكون منتعلاً هو مثل الراكب.
الثاني عشر: المنتعل يفسح الطريق للحافي
الأحاديث الواردة:
- عن ابن عباس مرفوعا:الحافى أحق بصدر الطريق من المنتعل.
رواه الطبرانى (11/ 374، رقم 12048) قال الهيثمى (8/ 109): فيه ابن لهيعة ويحيى بن عثمان بن صالح وحديثهما حسن وفيهما ضعف. ورواه أيضًا: الديلمى (2/ 161، رقم 2819).
أقوال أهل العلم والمذاهب الفقهية في ذلك:
يعني أنه يستحب للإنسان المنتعل أن يفسح لأخيه الحافي في الطريق، ويخصه بالمشي فيها، ويعدل هو عنها لأجل أخيه، رأفة منه ولطفا ومودة وحرصا على إيصال النفع لأخيه المسلم. غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (2/ 263)
والاستحباب هو مذهب الحنابلة.كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 285)،وراجع فيض القدير (3/ 402)
الثالث عشر:قبال النعل ولونه
الأحاديث الواردة:
- عن عيسى بن طهمان قال أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالان فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس أنهما نعلا النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري (4/ 83) رقم 3107
وقبال النعل هو الزمام وهو السير الذي يعقد فيه الشسع الذي يكون بين إصبعي الرجل. فتح الباري لابن حجر (10/ 312)
وقوله جرداوين بالجيم أي لا شعر عليهما.المصدر السابق (6/ 213)
أقوال أهل العلم والمذاهب الفقهية في ذلك:
ويسن عند الحنابلة كون النعل أصفر والخف أحمر، أو أسود وأن يقابل بين نعليه وكان لنعله صلى الله عليه وسلم قبالان بكسر القاف وهو السير بين الوسطى والتي تليها.شرح منتهى الإرادات (1/ 157)، كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 285)، الفروع وتصحيح الفروع (1/ 315)
قلت: أما كون النعال لها قبالان وجرداء لا شعر فيها،فهو ظاهر السنة العملية،ولكن تخصيص ألوان بعينها بالسنية،فلا أعلم لذلك دليلاً،فلا يلتفت لمن قال بذلك.
المشي في نعلين مختلفين اللون
ويكره المشي عند الحنابلة في نعلين مختلفين كأن يكون أحدهما أصفر والآخر أحمر (بلا حاجة) لأنه من الشهرة. الآداب الشرعية (4/ 252)، كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 285)
الرابع عشر: أين يضع نعليه إذا جلس؟
الأحاديث الواردة:
- عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «مِنَ السُّنَّةِ إذا جَلَسَ الرجلُ: أن يخْلَعَ نعْلَيهِ فلْيَضَعْهُما بجَنْبهِ». أخرجه أبو داود (2/ 468) رقم 4138. وفي سنده عبد الله بن هارون، وهو مجهول وباقي رجاله ثقات، وحسن اسناده النووي،المجموع (4/ 471)
- وعن عبد الله بن السائب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الفتح ووضع نعليه عن يساره، أخرجه أبو داود (1/ 231) رقم (648)،وإسناده صحيح.
أقوال أهل العلم والمذاهب الفقهية في ذلك:
قال الشافعية:يستحب إذا جلس أن يخلع نعليه ونحوهما وأن يجعلهما وراءه أو بجنبه الا لعذر كخوف عليهما أو غيره لحديث ابن عباس ... المجموع (4/ 471)
فصل:في صفة نعل النبي عليه السلام
سئل مالك عن نعل النبي عليه السلام التي رآها كيف حدوها؟ قال: رأيتها إلى التدوير ما هي وتحصيرها في مؤخرها وهي مخصرة ومعقبة من خلفها قلت: كان لها زمامان. قال: ذلك الذي أظن، قال: وكانت عند آل ربيعة المخزوميين من قبل أم كلثوم أمهم.البيان والتحصيل - لمحمد بن رشد القرطبي (17/ 118)
وجاء في الروض الأنف (1/ 185):وجاء في صفة نعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها كانت معقبة مخصرة ملسنة مخثرمة. والمخثرمة التي لها خثرمة وهو كالتحدير في مقدمها وكانت نعله - عليه السلام - من سبت ولا يكون السبت إلا من جلد بقر مدبوغ. قاله أبو حنيفة عن الأصمعي وأبي زيد.