قال تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
وبهذا البيان القرآني من لدن علام الغيوب يبين أن ثواب الإنفاق إنما هو للمخلص الذي لا يتبع عمله مناً ولا أذى، لأن المن والأذى مبطلات ثواب الصدقة ..
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى).
فاحرص يا أخي المسلم على الإنفاق والإعطاء والإطعام لوجه الله لا تنتظر شكراً من البشر.
قال تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً).
قال e ( ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً - ذكر منهم - عاق ومنان ومكذب بالقدر).
ولله در القائل " منْ منّ في معروفٍ سقط شكرهُ ومن أعجبَ بعملهِ حبطَ أجره".
رابعاً:- ترك صلاة العصر
إن صلاة العصر أيها الأخوة لها ميزة خاصة وقد أمر الله عز وجل بالمحافظة على الصلاة وخص من بينها الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر، يقول الله عز وجل (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
فترك صلاة العصر من أسباب حبوط العمل، قال e ( من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله) رواه البخاري
أيها الناس: إن صلاة العصر منزلتها عظيمة، وللأسف فقد تساهل بها بعض الناس حينما يخرجون من الدوام فينام أحدهم ولا يستيقظ لهذه الصلاة.
ولذلك أقول لمن تساهل في صلاة العصر اسمع لهذا الحديث عن النبي e الذي يقول فيه (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله) أي كأنما فقد أهله وماله.
فتأمل أخي المسلم أن ترجع إلى بيتك فتجد أنك فقدتَ أهلَكَ ومالَكَ؟ إنها مصيبةٌ عظمى، ورزية كبرى؟ كذلك من يترك صلاة العصر فإنه كأنما فقد أهله وماله.
فهل بعد هذا الحديث الشديد ينام إنسان عن هذه الصلاة؟
هل بعد هذا الحديث الذي فيه وعيد وترهيب يتساهل إنسان في هذه الصلاة؟
وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في فضل المواظبة على صلاة العصر:
فقد أخبر e أن الملائكة تجتمع في صلاة العصر والفجر.
وأخبر r أن (من صلى البردين دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم.
و أحاديث كثيرة تبين فضل صلاة العصر، فلذلك على المسلم أن يواظب على صلاة العصر و ألا يتهاون بها وخاصة أنها من أسباب النظر إلى وجه الله الكريم.
الله أكبر!! في الحديث قال e ( لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها).
يعني الفجر والعصر ولذلك جاء في رواية قال جرير (كنا عند النبي e فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) رواه البخاري ومسلم.
إذاً من أسباب رؤية الله تبارك وتعالى الذي هو من أعظم النعيم في الجنة المحافظة على صلاة الفجر والعصر.
إذاً بادر يا أخي المسلم بالمحافظة على هذه الطاعة جعلني وإياك ممن يرزقون رؤية الرحمن في الجنان.
خامساً:- التألي على الله سبحانه وتعالى.
أي الحلف بالله على الله بأنه لا يغفر لفلان , عن جندب رضي الله عنه أن الرسول e حدث (أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان وأن الله قال من الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان، قد غفرت لفلان وأحبطتُ عَمَلَك ".
ففي هذا الحديث: حبط عمل هذا الرجل بأنه تألى على الله. فقال والله لا يغفر الله لفلان العاصي.
لا يجوز للإنسان أن يتألى على الله، لا يجوز للإنسان أن يستحقر الناس وأن يتألى ويرفع نفسه، ربما هذا الشخص يكون أتقى منك وأورع منك وأخشى وأخشع لله تبارك وتعالى منك.
فقول الإنسان وتأليهِ على الله هي خطيئة تحبط العمل لأنهم قَنَّطوا البشر من رحمة رب البشر ..
أخي المسلم .. .. .. إن من فوائد هذا الحديث:
أن يمسك الإنسان لسانه ... كلمة واحدة أوْدَتْ بهذا الرجل.
ولذلك من كلام ابن القيم الجميل يقول رحمة الله:
وأيسر حركات الجوارح حركة اللسان وهي أضرها على العبد.
¥