الله أكبر!! كلمة واحدة أحبطت عمل هذا الإنسان، ولذلك قال النبي e ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما تبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) وفي رواية عند البخاري (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالاً يهوي بها في جهنم).
وفي رواية (و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة) رواه مالك.
فعلى المسلم أن يمسك لسانه كما قال الله تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
وقال تعالي (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
يقول الإمام النووي رحمه الله: اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلام ظاهره فيه مصلحة.
قال الشاعر:
احفظْ لسانَكَ أيها الإنسانُ لا يَلْدَغنّكَ إنه ثعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ كانت تهابُ لقاءَهُ الشُّجْعانُ
وقال آخر:
إذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى وحظُكَ موفورُ وعِرْضُكَ صَيِّنُ
لسَانَكَ لا تَذْكُرْ به عورةَ امرئٍ فكلُّكَ عوراتٌ وللناسِ ألْسُنُ
سادساً:- مشاقة الرسول e قولاً وعملاً.
يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ).
في هذه الآية يحذر سبحانه المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله e كما يجهر بعضهم لبعض وليس هذا بردةٍ، بل معصية يحبط بها العمل وصاحبها لا يشعر بها.
إذا كان هذا في رفع الصوت فما الظن فيمن يقدم قول غير النبي e على قول النبي e ؟
وما الظن فيمن يقدم هدي غير النبي e على هدي النبي e ؟
وما الظن فيمن يقدم رأي شيخه على رأي النبي e ؟
أو من يقدم رأي مذهبه على رأي النبي e أو يتعصب لشخص من الأشخاص ويترك رأي النبي e ؟
أليس هذا أولى بأن يحبط عمله؟ فالمسأله خطيرة، فيجب على الإنسان أن يحذر من هذا الأمر، ويحرص كل الحرص على أن يعرف مبطلات الأعمال.
قال الشاعر:
عرفتُ الشرَّ لا للشرِ لكنْ لِتَوَقِّيهِ
ومَنْ لا يعرفُ الخيرَ منَ الشرِ يَقَعْ فيهِ
سابعاً:- انتهاك حرمات الله في السر.
ففي الحديث عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي e أنه قال (لأعْلَمَنَّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجعلها الله عز وجل هباءاً منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم، فقال e أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) رواه ابن ماجه.
فهذا الحديث يبين أن الله يحبط أعمال أولئك الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها وإن كانت عندهم طاعات أمام الناس. فلذلك على المسلم أن يتقى الله عز وجل في الخلوة والخلوة ويعظم شعائر الله ويجتنب محارم الله في السر والعلن ويجتنب الإثم والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
ولذلك قال النبي e قال لمعاذ (اتق الله حيثما كنت).
فعلى المسلم أن يتقي الله دائماً وأبداً في كل مكان وزمان لوحده أو أمام الناس، فإذا كان لوحده لا يراه أحد يتذكر أن الله يراه أن الله مطلع عليه أن الله يراقبه.
قال الشاعر:
إذا ما خلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقل خلوتُ ولكنْ قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ اللهَ يَغفَلُ ساعةً ولا أنَّ ما تخفيهِ عنه يَغيبُ
ثامناً:- إتيان الكهان والعرافين.
الذي وللأسف كثر من الناس في هذا الزمن ولذلك توعد الرسول e من أتاهم فسألهم بعدم قبول صلاته أربعين يوماً.
فقد جاء في الحديث عنه e أنه قال (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوم) رواه مسلم.
هذا الوعيد أيها الإخوة لمن أتاهم وسألهم، أما من صدقهم فله وعيد آخر وهو الكفر والعياذ بالله لأن علم الغيب من خصائص الله قال تعالى (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).
¥