تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تربية الأسرة - محاضرة للشيخ العلامة عبدالله ابن جبرين رحمه الله]

ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[28 - 04 - 10, 12:07 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نتحدث معكم حول إصلاح الرجل لأسرته، وبيان مسئوليته حول إصلاحهم وتربيتهم، فنقول:

سمعنا قوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، والإمام راع على رعيته وهو مسئول عن رعيته؛ فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».

والمسئول هو كل من استرعاه الله تعالى رعية. والرعية كل من كان تحت يده. والراعي في الأصل هو الذي يرعى البهائم؛ أعني يسير معها حتى يحفظها من السباع ومن الضياع، كالغنم والبقر والإبل والخيل والحمر ونحوها، فإنه يحرص على أن يحفظها بحيث لا يضيع منها شيء، وإذا ضاع فإن أهلها يحاسبونه، ويناقشونه.

مثل النبي صلى الله عليه وسلم قيام الرجل على أسرته بهذا الراعي الذي يرعى هذه الدواب وأخبر بأن أسرته رعيته. وكذلك كل من كان مسئولا عن قوم فإنه مسئول عنهم عن إصلاحهم، وعن حفظ أعمالهم وما أشبه ذلك. وكذلك ما سمعنا من الحديث «ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يدخل معهم الجنة» أو كما قال.

فلذلك نحب أن نذكر أنواع الرعايا، وكذلك نذكر المسئولية، مسئولية كلٍّ عمن استرعاه الله تعالى من رعيته. نذكر باب الأدلة، ثم نذكر كيفية الرعاية، وكيفية التربية. ونذكر أيضا ما يكون سببا في إضاعة الرعية وإهمالها، وكيف يكون تدارك ذلك.

فالأسرة أسرة الرجل يدخل فيهم أبواه إذا كان يعولهما، ولهما حق عليه. وإخوته إذا كانوا تحت كفالته، أو كانوا بحاجة إلى تربيته. وبنوه وبناته إذا كانوا بحاجة إلى التربية. وزوجاته وأخواته ونحوهن، وأقاربه كبني العم، وبني الإخوة ونحوهم. كل هؤلاء يدخلون في الأسرة.

تربية الأبناء وتلقينهم أمور الدين

فنبدأ أولاً بالأولاد ذكورًا وإناثاً، فنقول: إن الله سبحانه وتعالى جعل في قلوب الآباء رقة ورحمة لأولادهم؛ ولأجل ذلك فإن الوالدين يسعيان دائما في إراحة الأولاد، من حين يولد الطفل والأب يسعى في إراحته ويكتسب المال ويجمعه ويكدح في جمعه؛ لتأمين معيشة أولاده ولتأمين راحتهم، فيؤمن لهم المعيشة الأكل والشرب واللباس، ويؤمّن لهم السكن والراحة، وما أشبه ذلك؛ لما في قلبه من الرقة والرحمة لهؤلاء الأطفال في سن الطفولية.

وإذا كان كذلك فإن هذا دليل على محبة الإنسان لأولاده وشفقته عليهم، وكونه يحرص على أن يكونوا قرة عين، وأن يكونوا ولدا صالحا. ذكر الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام لما أن الذين أخرجوه من الجب ظفروا به وجعلوه مملوكا، فباعوه في مصر: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=12%20&nAya=21)} .

رغب في اتخاذه ولدا، دل ذلك على أن الولد كان مرغوبا فيه، وأن كل أحد يحب أن يكون له ولد ينفعه ويخدمه ويقوم بحاجاته، هكذا ذكر الله عن صاحب مصر لما أعجبه خلق يوسف وأعجبه ذكاؤه؛ أوصى امرأته بأن تكرم مثواه، وأن تحترمه.

ثانيا: ذكر الله عن امرأة فرعون في قصة موسى أن موسى كان طفلا ترضعه أمه، ثم تجعله في تابوت- صندوق- وتلقيه في البحر؛ خوفا عليه من آل فرعون؛ لأنهم كانوا يقتلون الذكور، ويستحيون الإناث.

فقدر مثلا أنهم ظفروا به، ظفروا به وهو في ذلك التابوت، ولما فتحوه وإذا هو طفل رضيع قد ترعرع، قد تم حولا أو نحوه، فجعل الله في قلب امرأة فرعون رقة عليه: {وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=28%20&nAya=9)} تقول لفرعون: {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=28%20&nAya=9)} هكذا ألقى الله في قلبها رقة عليه. وطلبت أن يكون قرة عين لها ولزوجها، وأن يتخذوه ولدا، وأنه يرجى أن ينفعهم {عَسَى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير