تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=12%20&nAya=21)} .

وإذا كان كذلك؛ فإن الأب عليه أن يحرص على أن يربي أولاده؛ رجاء أن ينفعوه، ورجاء أن يكون له قرة عين؛ ولذلك ذكر الله عن عباد الرحمن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=25%20&nAya=63)} قال: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=25%20&nAya=74)} دعوا الله تعالى أن يجعل من أزواجهم ومن ذريتهم قرة أعين؛ أي ما تقر به أعينهم؛ فإن الولد إذا كان صالحا فإنه يكون قرة عين لأبويه بحيث يصلح عند تربيتهما له، وكذلك ينفعهما ويخدمها ويبرهما في حياتهما وبعد مماتهما.

وإذا كان كذلك، فنذكر بعض الأسباب التي يجب أن يفعلها أبو الأولاد:

فأولا- التلقين في الصغر. إذا عقل وهو ابن سنتين أو ثلاث سنيين، وصار يتكلم، ويسمع، ويعقل، تلقنه معرفة ربه؛ يا بني أو يا ابنتي: من ربك؟ قل: ربي الله. بما عرفت ربك؟ قل: بآياته ومخلوقاته. لأي شيء خلقك الله؟ قل: لعبادته، وهي توحيده وطاعته. ما أول شيء فرض الله عليك؟ قل: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.

فإذا تلقن ذلك وهو طفل نشأ على ذلك: يا أبي، ما كيفية عبادة لله؟ ما مثال العبادة؟ ما دينك يا ابني يا ابنتي؟ قل: ديني الإسلام. ما هو الإسلام؟ قل: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة. من نبيك؟ قل: نَبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم. فإنه إذا عرف ذلك وهو صغير؛ تربى على هذه العقيدة، وأحب أن يتوسع فيها.

بعد ذلك إذا بلغ سبع سنين؛ فإن عليك أمره بالصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر» إذا تم سبع سنين فإنك تأمره، فتعلمه الطهارة ونواقض الطهارة، وكذلك أيضا تعلمه الصلاة، وتأخذ بيده إذا كان ذكرا إلى المسجد، وتربيه على محبة المسجد، ومحبة الصلاة. ولعله بذلك يألفها إذا كبر وتهون عليه؛ وذلك لأنه إذا سهلت عليه عبادة الله تعالى بالصلاة؛ أحب الصلاة، وأحب بقية أركان الإسلام وألفها وأحب ذكر الله؛ فيكون ذلك سببا في صلاحه.

وهكذا أيضا إذا كان هناك مثلا مدارس لتحفيظ القرآن، تحرص على تسجيل أبنائك وبناتك في هذه المدارس الخيرية؛ حتى ينشئوا على محبة القرآن، فإن هذا من أسباب صلاحهم، يحفظوا القرآن في صغرهم أو يحفظوا منه ما تيسر. كان ذلك عادة السلف والأئمة والعلماء. إذا تم سبع سنين أو ستا أدخلوه في الكتاتيب، وعلموه وألزموه وتفقدوه، وعاتبوه على التأخر وعلى الغياب، إلى أن يتربى على حفظ القرآن.

يذكرون كثيرا من الأولاد يحفظ أحدهم القرآن كاملاً وعمره ثمان سنين، وأكثر منهم يحفظونه عن ظهر قلب في عشر سنين، ما يتم عشر سنين إلا وقد حفظ القرآن، ويبتدئ بعد ذلك في حفظ السنة أو ما تيسر منها. لا شك أن ذلك كله دليل على أنه مما يتربى في صغره على محبة الخير. وثق أنك إذا ربيته على الصلاة، وعلى ذكر الله، وعلى قراءة القرآن؛ فإن ذلك يكون سببا في صلاحه، واستقامته. هذه من أسباب التربية الصالحة؛ مع أن الأسباب كثيرة.

وضد ذلك أسباب الغواية، أسباب الفساد. يشاهد أن كثيرا من الآباء هداهم الله لا يهمهم أمر أولادهم؛ بحيث إنه يكفي أو يكتفي بإدخاله في المدارس ابتدائية أو ما بعدها، وبعد ذلك يتشاغل بدنياه، ولا يدري ما حال أولاده؛ بحيث إن أحدهم يذهب إلى عمله في الصباح، وإذا رجع وتناول غداءه نام، وإذا كان في أول الليل، أو في آخر النهار ذهب مع أصدقائه، وانشغل معهم إلى نصف الليل أو نحوه، فيجيء بعد ذلك وينام، ما يسأل عن أولاده، ولا عن صلاحهم، ولا عن رفقائهم، وهذا من الإهمال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير