يعني اصبر نفسك معهم مع الجلساء الذين يذكرونك إذا نسيت، ويعلمونك إذا جهلت، ويشجعونك إذا تكاسلت، ويأمرونك بما فيه صلاح لك. فهكذا أولادك، إذا كان جلساؤهم صالحين؛ استفادوا من هذه المجالسة أفضل الفوائد. ثم قد ذكر الله تعالى الجلساء السوء فقال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=68)} .
يعني إذا رأيت أهل مجلس يتكلمون بالسوء، ويخوضون في آيات الله، ويستهزئون بالدين، ويستهزئون بالمصلين وبالمتدينين؛ {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=68)} إذا أنساك الشيطان وجلست معهم، ثم انتبهت وعرفت أنهم جلساء سوء فقم عنهم وابتعد عنهم؛ ولذلك قال: {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=68)} إذا تذكرت، وعرفت أنهم فاسدون، فبعد تذكرك ابتعد عنهم، قم عنهم ولا تعد تجلس معهم.
ويقول الله في آية أخرى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=140)} إذا رأيت جلساء فاسدين، مجالسهم في الاستهزاء بالمصلين، أو بالملتحين، أو بالمتدينين والمتعففين، أو بالذين يدعون إلى الله، أو بالذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وجلست معهم؛ فإنك مثلهم، {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=140)} وعيد شديد؛ يعني مثلهم في الإثم.
فهذه أدلة تدل على التحذير من جلساء السوء، فتفقد جلساء ولدك، وانهه وحذره عن مجالسة من يفسد عليه دينه، أو يوقعه في خذل أو يوقعه في فساد؛ حتى تربح ولدك؛ حتى يكون ولدا صالحا؛ وإلا فإنه سيكون فاسدا، وسيكون ولد سوء لأبويه؛ بحيث إنه إذا كبر أنكر على أبويه، أنكر عليهم ما يأمران به.
فينكر عليهم ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، وينكر عليهم تطهير بيوتهم من آلات الملاهي، ويحرص على أن يجلب إلى البيت السفهاء وجلساء السوء، ويحرص على أن يملأ البيت آلات فساد صورا ومجلات خليعة، ونحو ذلك؛ فيفسد ويفسد بقية إخوته، وبقية أخواته، والذنب ذنب أبيه؛ حيث لم يربه في أول الأمر تربية صالحة. هذا مختصر فيما يتعلق بتربية الأولاد.
الاهتمام بالبنات وبزينتهن
أما الإناث من الأولاد فهن أسهل تربية؛ وذلك لأن الأنثى عادة تقيم في بيتها، ولا تخرج إلا لحاجة. عادة إقامتها أكثر في بيت أبيها، تخرج إلى المدرسة مثلا، وبعد الانتهاء تعود إلى منزل والديها؛ ومع ذلك فلا بد أن الأب يحرص على صلاح بناته، وعلى تربيتهن تربية صالحة، فيتساعد الأب والأم على تربية الإناث.
فأولاً: في التلقين كما ذكرنا. أن تلقن الأنثى في صغرها معرفة الله، ودينه، ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى تألف ذلك.
وثانياً: كما ذكرنا أيضا تسجيلها في مدارس التحفيظ؛ فإن ذلك أيضا سبب في صلاحها، والحمد الله أن هذه المدارس موجودة في غالب البلاد الإسلامية، وفي غالب مناطق هذه المملكة أن هناك مدارس خيرية لتحفيظ القرآن للذكور والإناث، زيادة على أن يعلمها أبوها وأمها في صغرها كيفية أداء الصلاة، وبيان ركنيتها وبيان عظم قدرها وواجباتها وما أشبه ذلك.
وإذا كانت قد تعلمت ذلك في المدرسة؛ فإن على أبويها تعليمها بالفعل، بأن يلزماها، ويقولان: هذه صفة الوضوء، هكذا يكون الوضوء، وهذه نواقضه، وهذه صفة الصلاة، وما أشبه ذلك. هذا مع الحفاظ عليها عن الأسباب التي تجلب الفساد؛ بحيث يحفظون المنزل عن أن يجلبوا إليه شيئا من آلات الفساد، وبالأخص المجلات الخليعة التي تشتمل على صور خليعة ونحوها.
¥